النازحون السوريون في لبنان: عبء كبير ينذر بمخاطر أمنية واجتماعية

فيما يُشكّل ملف الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس وعرقلة إعادة إعمار لبنان عامل ضغط ثقيل على البلاد، يُعتبر ملف النازحين السوريين في لبنان من أكبر التحديات التي تواجهها الدولة. تُشير معلومات حصلت عليها “الجريدة” من مصادر موثوقة إلى أن عدد النازحين السوريين في لبنان ارتفع بشكل خطير، ليُصبح نصف عدد سكان لبنان تقريباً، أي ما يُقارب مليونين و450 ألف نازح.

وتُعزى هذه الموجة الكثيفة من النزوح إلى الأحداث الأخيرة في سوريا، التي تضمنت الإطاحة بنظام بشار الأسد وعمليات نزوح مرافقة، لا سيما موجة النزوح التي تلت أحداث الساحل السوري والمجازر الطائفية والمذهبية قبل أيام قليلة. هذا الوضع يُشكّل عبئاً ثقيلاً على لبنان، وينذر بمخاطر أمنية واجتماعية.

عند سؤال مسؤول رفيع عن كيفية معالجة هذا الملف، أجاب “الجريدة”: “قبل السؤال عن كيفية معالجة هذا الملف، علينا أن نسأل لماذا لا يزالون موجودين في لبنان أصلاً؟ في الماضي كانت ذريعة بقائهم هي الخوف من نظام الأسد، الآن طار الأسد وانتفت الذريعة. من البداية هذا الملف شكّل عامل ابتزاز للبنان، وخصوصاً من الذين يُروّجون للعودة الطوعية”.

وأضاف المسؤول: “أخشى ما أخشاه أن يتحوّل هذا الملف إلى مصدر توتير خطير، سواء بين النازحين السوريين أنفسهم، وكذلك بين النازحين واللبنانيين. ما حصل في الساحل السوري أخيراً، لا شيء يضمن عدم تكراره مع هذا الخليط الكبير من المجموعات المتطرفة التي نشأت على أنقاض النظام السابق، ما يُبقي الخطر قائماً، من تمدده إلى حدودنا الشرقية والشمالية، ومن إعادة تحريك لما تسمى الخلايا النائمة لبعض المجموعات للعبث بالأمن. ومعلوم أنّه قد ألقي القبض على مجموعة إرهابية كانت بصدد التحضير لإنشاء إمارة في منطقة الشمال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.