دراسة جديدة تكشف ان النظام الغذائي الكيتوني قد يُحسّن أعراض اضطراب ثنائي القطب

يُعتبر اضطراب ثنائي القطب أحد أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، حيث يعاني المرضى من تقلبات مزاجية حادة بين نوبات الهَوَس والاكتئاب. وعلى الرغم من أن العلاجات الدوائية والعلاج النفسي يظلان حجر الزاوية في إدارة الحالة، إلا أن الأبحاث الحديثة بدأت تُسلط الضوء على دور التغذية في تحسين الأعراض ودعم الاستقرار العاطفي. وفي هذا الإطار، أظهرت دراسة جديدة نُشرت عام 2025 في مجلة Cambridge University Press أن النظام الغذائي الكيتوني قد يكون له تأثير إيجابي على مرضى اضطراب ثنائي القطب.

أجرى الباحث إيان كامبل وفريقه دراسة لاستكشاف تأثير النظام الغذائي الكيتوني على مرضى اضطراب ثنائي القطب، من خلال تقييم التغيرات السريرية والتمثيل الغذائي وكيمياء الدماغ باستخدام التصوير الطيفي بالرنين المغناطيسي. وشملت الدراسة 27 مريضًا خضعوا لنظام كيتوني معدّل لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع، وأكمل 20 منهم التجربة بنجاح.

أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في عدة جوانب صحية، حيث انخفض وزن المشاركين بمعدل 4.2 كيلوغرام، كما انخفض مؤشر كتلة الجسم بمقدار 1.5 كغم/م². بالإضافة إلى ذلك، لوحظ انخفاض في ضغط الدم الانقباضي بمقدار 7.4 ملم زئبقي، مما يشير إلى فوائد محتملة على صحة القلب والتمثيل الغذائي.

على المستوى النفسي، ارتبط ارتفاع مستويات الكيتونات في الدم بتحسن في المزاج وزيادة في الطاقة، بالإضافة إلى انخفاض مستويات القلق والاندفاعية. وأظهر التصوير بالرنين المغناطيسي انخفاضًا في مستويات الغلوتامات والغلوتامين بنسبة 11.6% و13.6% على التوالي في مناطق الدماغ المرتبطة بتنظيم المزاج. يُذكر أن ارتفاع مستويات الغلوتامات يرتبط بحالات الهَوَس والتوتر العصبي، مما يجعل هذه النتائج ذات أهمية خاصة.

يعتمد النظام الغذائي الكيتوني على تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون، مما يدفع الجسم إلى حالة تُعرف باسم “الكيتوزية”، حيث يستخدم الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بدلاً من الغلوكوز. خلال هذه الحالة، ينتج الكبد الكيتونات التي توفر طاقة بديلة للدماغ، مما قد يؤثر إيجابيًا على المزاج والاستقرار العصبي.

على الرغم من النتائج الإيجابية التي أظهرتها الدراسة، إلا أنها لا تزال في مرحلة تجريبية، مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد فعالية النظام الكيتوني على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة تعزز الفكرة المتزايدة حول أهمية التغذية في دعم الصحة العقلية، مما قد يجعل النظام الكيتوني خيارًا تكميليًا واعدًا للعلاج التقليدي لاضطراب ثنائي القطب.

تُظهر هذه الدراسة أن النظام الغذائي الكيتوني قد يكون له دور في تحسين أعراض اضطراب ثنائي القطب، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي. ومع تزايد الاهتمام بدور التغذية في الصحة العقلية، قد تصبح الأنظمة الغذائية مثل الكيتوني جزءًا من استراتيجيات العلاج الشاملة في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.