واشنطن تُمهّد لخطوة جديدة في لبنان: التطبيع على الطاولة أم مغامرة غير محسوبة؟

تتوارد أنباء عن زيارة محتملة لنائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت، في خطوة قد تحمل في طياتها دفعًا نحو تغييرات جوهرية في المنطقة، مع تسليط الأضواء على الملف اللبناني كجزء لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية. وعلى الرغم من غياب الإعلان الرسمي عن الزيارة أو تفاصيلها، إلا أن مصادر رسمية لبنانية حذرت من أن الهدف الأساسي قد يكون أكثر تعقيدًا مما يبدو على السطح.
وفق مصدر رسمي مسؤول، تحدث لـ«الجمهورية»، فإن الولايات المتحدة الأميركية تعمل على فرض أجندتها في المنطقة، بما في ذلك لبنان، عبر دفع عجلة التطبيع مع إسرائيل. وأشار المصدر إلى أن واشنطن تقود خطة لإنشاء لجان مشتركة بين لبنان وإسرائيل تتناول قضايا الحدود البرية، النقاط الخلافية على الخط الأزرق، ملف الأسرى، والنقاط الخمس المثيرة للجدل. لكنه أكد أن هذا الطرح يتجاوز مجرد حلول تقنية، إذ يهدف إلى وضع لبنان أمام خيار التطبيع المباشر مع إسرائيل، وهو أمر يعتبره الجانب اللبناني غير مقبول.
وحذّر المصدر من أن أي زيارة لأورتاغوس، إذا ما تمّت، وبجدول أعمال يتصل بالتطبيع بشكل مباشر أو مقنّع، قد تؤدي إلى إشعال فتيل أزمة كبيرة. وشدد على أن مثل هذه الخطوة قد تنفتح على أبعاد غير متوقعة وغير محسوبة، نظرًا لحساسية الوضع اللبناني الداخلي وتعقيداته.
كما أشار المصدر إلى استبعاده إمكانية تحقيق التطبيع بين لبنان وإسرائيل في الوقت الحالي، معتبرًا أن الوضع اللبناني يختلف جذريًا عن الدول العربية الأخرى التي تسير نحو التطبيع. وأوضح أن التركيبة السياسية والاجتماعية في لبنان لا تحتمل مثل هذا القرار، حتى لو وجدت أطراف محلية تدعمه. وفي المقابل، هناك فئات واسعة ترفض التطبيع بشدة، مما يجعل الأمر بمثابة مغامرة غير مدروسة.
وختم المصدر بالقول إن الولايات المتحدة تدرك تمامًا التعقيدات اللبنانية، ومن غير المرجح أن تخاطر بإشعال فتيل أزمة داخلية قد تكون لها تداعيات إقليمية، خاصة في ظل حالة الانقسام والهشاشة التي يعاني منها لبنان حاليًا.