عون في باريس: زيارة مصيرية لإنعاش لبنان وسط تحديات الإصلاح ونزع السلاح

يتوجه الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى فرنسا الجمعة في أول زيارة رسمية له إلى دولة غربية منذ انتخابه، سعيًا لإطلاق مسار إصلاحات اقتصادية وسياسية تنهي الأزمة العميقة التي تعصف بلبنان منذ سنوات. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة نظرًا للدور الفرنسي المحوري في دعم وصول عون إلى الرئاسة، عبر ضغط مشترك مع الولايات المتحدة والسعودية.
على عاتق عون ورئيس الحكومة نواف سلام تقع مسؤولية تنفيذ إصلاحات مطلوبة دوليًا للحصول على التمويل اللازم لإنقاذ الاقتصاد اللبناني المنهار منذ 2019. كما يواجهان تحديًا كبيرًا يتمثل في الإشراف على نزع سلاح حزب الله جنوب البلاد، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
ويرى المحلل السياسي كريم بيطار أن هذه الزيارة “تحمل رمزية كبيرة”، إذ تسعى فرنسا لاستعادة دورها التقليدي في حشد الدعم الدولي للبنان. لكنه يحذر من أن مسار الإصلاحات قد يصطدم بما يُعرف بـ”دولة المصالح الخاصة”، التي تقاوم أي تغيير جوهري يهدد النظام القائم منذ عقود.
ويأتي هذا التوتر في ظل أزمة مستمرة حول تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، بينما لا تزال إسرائيل تحتفظ بخمس نقاط استراتيجية في الجنوب اللبناني رغم انتهاء مهلة انسحاب قواتها. وفي هذا السياق، أكد عون أن “حزب الله متعاون” في الجنوب، وأن الجيش يقوم بواجبه، متهمًا إسرائيل بخرق الاتفاق وداعيًا فرنسا والولايات المتحدة لتقديم ضمانات لتطبيقه.
تبقى الأنظار موجهة نحو الجهود اللبنانية-الفرنسية المشتركة لتجاوز هذه التحديات وإنعاش بلد يرزح تحت وطأة انهيار اقتصادي وسياسي غير مسبوق.