كارثة الفنار بسبب حريق التهم معمل الأخشاب وفجّر غضب السكان

ليلة من الرعب عاشها أهالي منطقة الفنار، حيث اندلع حريق هائل في معمل للأخشاب والمفروشات مؤلف من أربعة طوابق، تسبب بحالة هلع بين السكان والعمال. عشرات العائلات بقيت مستيقظة حتى ساعات الفجر الأولى، تراقب النيران وهي تلتهم المنشأة الصناعية التي تحوّلت إلى جحيم متفاقم.

بدأت الصرخات تعلو قرابة الواحدة والدقيقة العشر بعد الظهر، مع انتشار النيران بسرعة كبيرة في الطابق الأول نتيجة عطل كهربائي في المصعد. سيناريو الحريق ازداد تعقيداً مع تصاعد ألسنة اللهب لتطال الطبقات العلوية، ما دفع بعض العمال إلى محاولة رمي أنفسهم من النوافذ هرباً من الموت المحتم.

بينما فشل الدفاع المدني بالوصول سريعاً بسبب الاختناق المروري، تدخل السكان لإطفاء الحريق بأيديهم، مستخدمين سلالم محلية لإنقاذ العمال المحتجزين. تمكّن الأهالي من إخراج نحو 10 عمال قبل وصول الفرق المتخصصة، لكنهم لم يتمكنوا من إنقاذ الجميع. الضحية الأولى كان العامل المصري إبراهيم (29 عاماً)، الذي اختار البقاء لمساعدة زملائه بدلاً من الهروب، فيما انهارت مشاعر زميله السوري محمد الذي صرخ بحرقة: “بدّي موت بسوريا”.

 مع اشتداد الحريق، طرح السكان تساؤلات حول طبيعة المنطقة: هل هي صناعية أم سكنية؟ حبيب زعيتر، أحد السكان، أكد أن المنطقة كانت سكنية قبل استحداث نشاطات صناعية مزعجة ومهددة للأمان. الجدل استمر بين الأهالي، لكن الخوف بقي هو الرابط المشترك بين جميع الأطراف.

مدير عمليات الدفاع المدني، جورج أبو موسى، أوضح أن الحرائق المتعلقة بالأخشاب تعد من أصعب التحديات الإطفائية، خاصة مع وجود مواد شديدة الاشتعال مثل “التينر”. وأشار إلى مشاركة أكثر من 20 سيارة إطفاء و120 عنصراً في مكافحة الحريق، لكنه أعرب عن أسفه لتأخر وصولهم بسبب الازدحام المروري.

 بين دموع العمال الذين فقدوا مصدر رزقهم، وقلق السكان على حياتهم وأبنائهم، تبقى كارثة الفنار شاهداً على ضرورة إعادة النظر في تنظيم المناطق الصناعية وتأمين السلامة العامة لجميع القاطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.