سفير لبنان في الفاتيكان: مواقف الحريري الحادّة من الفاتيكان شكلت احراجا في أوساط الكرسي الرسولي

كشف سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فريد الياس الخازن ان ما قاله رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري الى الوفد الإعلامي اللبناني المرافق له بعد زيارته الفاتيكان شكّل إحراجا في أوساط الكرسي الرسولي، نظرا الى المواقف الحادة التي أطلقت من منبر فاتيكاني، وهي لا تعنيهم. وجاء اعلان كتاب الحبر الأعظم الموجه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد أيام قليلة من زيارة الحريري، ليضع الأمور في نصابها، ولا سيما أن ما ورد من كلام عن ربط زيارة البابا الى لبنان بتأليف حكومة لم يكن دقيقا. ولقد أكد ذلك المتحدث الرسمي في الفاتيكان Matteo Bruni في تصريح لوكالة Vatican News الرسمية”.
وبالنسبة إلى زيارة رئيس الحكومة المكلف الى روما، قال الخازن: “تعاطى الكرسي الرسولي مع زيارة الأخيرة بحسب الأصول البروتوكولية المتبعة، كرئيس حكومة مكلف. ولم يتم الإعلان عنها في وسائل إعلام الفاتيكان. كما أن الإعداد لها تمّ بالتنسيق مع السفارة البابوية في لبنان، بناء على موعد كان طلبه الحريري، ولم يصدر بيان رسمي بعد اختتامها. وهذا لا يقلّل من أهمية الزيارة، بل يعكس التزام التقاليد المعتمدة في الفاتيكان.

وأضاف الخازن أن لقاء الحريري مع قداسة البابا تناول المسائل المبدئية المطروحة وحرص البابا الدائم للمساعدة على انتشال لبنان من أزماته. ومواقف الحبر الأعظم بهذا الخصوص معروفة، وسبق الإعلان عنها في مناسبات عدة. أما اجتماع العمل بين الحريري والوفد المرافق من جهة، والكاردينال بارولين، أمين سر الدولة، والمونسنيور كالاغر، (وزير الخارجية)، من جهة أخرى، فتناول مسائل مرتبطة بالعلاقات الثنائية بين لبنان والكرسي الرسولي في أبعادها الداخلية والخارجية”.

وهل لزيارة عدد من وزراء الخارجية العرب الفاتيكان بينهم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسن ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، علاقة بالتحولات الدولية؟ أجاب: “المنطقة تشهد حركة اتصالات مكثفة بدفع من سياسة الرئيس الأميركي بايدن وفي أكثر من اتجاه، بدءا بالملف النووي الإيراني، مرورا بالمحادثات بين السعودية وإيران في العراق والانفتاح التركي على مصر ودول أخرى، وصولا الى إعادة وصل ما انقطع بين سوريا والدول العربية. السياسة الأميركية الجديدة، وهي أكثر مرونة واتزانا وحذرا من سياسة ترامب، وصلت تداعياتها الى النزاع العربي-الإسرائيلي. فالمقاربة الأميركية مختلفة اليوم، وهي لا تتبنى سياسة ترامب تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سياسة التطرف التي اعتمدها نتنياهو، وإن ظلت واشنطن على دعمها المعهود لإسرائيل. الملف النووي يأتي في الصدارة، إلا أن إنجاز الممكن في هذا الملف يتطلب تبريدا للمحاور المأزومة بين دول المنطقة. لذلك، فإن الحركة الديبلوماسية التي قامت بها العراق وفلسطين في الآونة الأخيرة، عبر وزيري خارجية كلا البلدين، تأتي في سياق التحولات التي تشهدها المنطقة. لقد التقى الوزيران عددا من كبار المسؤولين في الفاتيكان وإيطاليا. هذا مع العلم ان الفاتيكان يدعم أي مسعى توافقي لتخفيف الاحتقان في المنطقة والحد من النزاعات والعنف الذي يدفع أثمانه الناس. اما في ما يخص السلاح النووي فالفاتيكان من أول الداعين إلى وضع حد للسلاح النووي في زمن الحرب الباردة. وهو موقف مبدئي لا يتأثر بالحدث الآني، وكان أطلقه البابا بيوس الحادي عشر في خمسينات القرن الماضي”.

تجدر الاشارة الى أن البابا منح الخازن وسام “مؤسسة بيوس الرابع” (Ordine di Papa Pio IX)، الذي أنشئ بداية في زمن البابا بيوس الرابع في 1560 وأعاد احياءه البابا بيوس التاسع في 1847″.

 

المصدر الوكالة الوطنية للاعلام

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.