LBC: ما أبشع التنقل بين البطاقات

رأت LBC ان المسؤولين يرفعون البطاقة الحمراء في وجه بعضهم البعض والمواطن يسأل عن البطاقة التمويلية، وقالت في مقدمة نشرتها: حماس تٌعلِن النصر، إسرائيل تُعلِن تحقيق الأهداف. في الحرب الرابعة بين حماس واسرائيل منذ سيطرة حماس على غزة منذ أكثر من عشر سنوات وبعد احد عشر يومًا على هذه الحرب، تتعدد القراءات :حماس وسائر الفصائل الفلسطينية يرون أنهم حققوا في احد عشر يومًا انتصارًا معنويًا هائلًا غير مسبوق، من خلال توحيد المواقف بين غزة والضفة الغربية، والأهم من كل ذلك مع فلسطينيي الداخل، أي المقيمين في إسرائيل أو ما يُعرفون بعرب 48. هذه الحقيقة ربما هي التي عجَّلت في وقف النار لمراجعة كل الحسابات. لكن هذا النصر للفلسطينيين جاء مُكلِفًا للغاية، إلى حد أن فلسطينيين في غزة وصفوا ما حدث بأنه ” زَي تسونامي”. وفي الإحصاءات الأولية يجري الحديث عن سقوط 243 فلسطينيًا وعن تضرر قرابة 17000 وحدة سكنية، منها ألفان باتت غير صالحة للسكن، والفُ وحدة دمرت بالكامل، مع ذلك تترجم حماس النصر بالقول: ” فليعلم نتنياهو وليعلم العالم كله أن يدنا على الزناد وأننا سنبقى نُرَاكِم إمكانات هذه المقاومة ونقول لنتنياهو وجيشه: إن عدتم عدنا”. في المقابل يقول نتنياهو عن الأهداف: “الجيش الإسرائيلي هاجم ودمر شبكة أنفاق حماس الواسعة في غزة، ومصانعَ الصواريخ والأسلحة، ومرافق التخزين، وقتل أكثر من 200 مسلح، بينهم 25 ناشطا بارزا، وهذا إنجاز عظيم لإسرائيل. قضينا على جزء مهم من قيادات حماس والجهاد الإسلامي، ومن لم يقتل، يَعرف اليوم أن ذراعنا الطويلة يمكن أن تصل إليه في أي مكان فوق الأرض أو تحت الأرض”. وبين انتصارات حماس وأهداف اسرائيل، ماذا بعد الحرب الرابعة؟ هل خلقت حماس توازن الرعب بعدما أصبحت كل اسرائيل في مرمى صواريخها؟ أميركيًا، كان لافتًا على مدى الأحد عشر يومًا من هذه الحرب غياب الدعم الأميركي المطلق لاسرائيل في هذه الحرب، فهل هذا التطور مؤشر إلى تحوِّل ما في النظرة الاميركية إلى هذا الصراع؟ في ظل المعادلات الجديدة والمعطيات الجديدة، ما قبل حرب غزة الرابعة ليس كما بعدها. في لبنان، غياب الحلول وغيبوبة المعالجات وتغييب المبادرات، تلهٍّ بالرسائل وبتبادلِ مسؤولية العجز، المسؤولون يرفعون البطاقة الحمراء في وجه بعضهم البعض، والمواطن يسأل عن البطاقة التمويلية، ومَن يرفض الاثنتين يحاول توفير سعر بطاقة سفر، ما أبشع التنقل بين هذه البطاقات. في حرب الرسائل، تٌليت اليوم رسالة الرئيس التي أبرز ما فيها “أن الرئيس المكلف عاجز عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ والتواصل المجدي مع مؤسسات المال الأجنبية والصناديق الدولية والدول المانحة”. بعيدًا من حرب الرسائل، قمة البشاعة في ملفات الفساد التي أصبحت مرقَّمة كالبطاقات الآنفة الذكر، ومن أحد هذه الملفات نبدأ: تنظيف القصر البلدي في بيروت “نَظَّف” موازنتها لأكثر من سنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.