الجديد: الحروبُ القادمة ستكونُ أصعبَ وأشدَّ فتكاً على الجميع ولن يكونَ أحدٌ في منأى عن نارِها الاجتماعيةِ المعيشية والمالية

أشارت الجديد أن النزاعاتُ السياسية قد عُلّقت في انتظارِ استيعابِ جلسةِ “الرسالة” التي مَنحتِ رئيسَ الحكومة المكلّف تفويضاً جديداً من مجلسِ النواب وثقةً نيابية من دونِ رفعِ أيدي هذه المرة، وقالت في مقدمة نشرتها: انتظرناها من سعد وجبران، فجاءت حرباً على ورقِ الشوارع بين القومي والقوات، فالحزبان وَجدا طريقاً لخرقِ المشهدِ السياسي الاجتماعي وتقديمِ نُسخةٍ مُحدّثة عن لبنان القابلِ لاستعادةِ لُغةٍ خاصة بالقتال في أيِ لحظة. وإذا كان السوري القومي الاجتماعي قد نفّذَ عَراضةً منزوعةَ السلاح بالآلاف من مناصريه في شارعِ الحمرا والتَزَم عدمَ الاستعراضِ العسكري، فإنّ مجموعةَ “الصدم” لديه خَرجت بعد الاحتفال إلى شوارعَ أخرى وأَطلقت هُتافاتٍ تتوعّدُ سمير بعد بشير. لم يتبرّأِ القومي من هذا الفعل ولم يَتبنَّه، لكنّه وَضعَه في إطارِه العَفوي الذي يوازي “ردَّ الفعلِ الطبيعي” للقوات عندما اعتدتْ على الناخبينَ السوريين. ولمّا كانت هُتافاتُ القوميين تَستحضرُ شبحَ الحرب، فإنّ الهُتافات على الورق لحزبِ القوات جاءت “أرذلَ منها” إذ تَضمّنَ بيانُ الدائرةِ الإعلامية دوائرَ حربيةً وعباراتٍ تتّهمُ القومي بالتباهي بإرهابِه وطبيعتِه الإجرامية، وضَمّنت القوات بيانَها أوصافاً مختصة “بالنُباح” وأخواتِه، إضافةً إلى تعابيرَ من زواريبِ الحروب قبلَ أن تُقرِّرَ الادعاءَ على القومي. وعندَ هذا الحد، فإنّ المهمّ أن يَتركَ الطرفان نزاعَهما للقضاء، لأنّ البلادَ القابعةَ على بِرميلِ بارود لن تكونَ في عَوَزٍ الآن إلى فتحِ جروحِ الحرب، فالحروبُ القادمة ستكونُ أصعبَ وأشدَّ فتكاً على الجميع ولن يكونَ أحدٌ في منأى عن نارِها الاجتماعيةِ المعيشية والمالية. أما النزاعاتُ السياسية، فقد عُلّقت في انتظارِ استيعابِ جلسةِ “الرسالة” التي مَنحتِ رئيسَ الحكومة المكلّف تفويضاً جديداً من مجلسِ النواب وثقةً نيابية من دونِ رفعِ أيدي هذه المرة. لكنّ الأيامَ المقبلة قد لا تَحمِلُ جديداً حكومياً، في وقتٍ يستعدُّ رئيسُ الجمهورية لتوجيهِ رسالتِه إلى اللبنانيين، من دون أن يَتخذَ مبادرةَ التواصل معَ رئيس الحكومة المكلف ودعوتِه إلى قصر بعبدا كطريقٍ أسهلَ للرئاسة من توزيعِ بياناتٍ ورسائلَ إلى دولِ العالم وترجمتِها إلى لغاتٍ أجنبية. تتحدّثونَ هنا لُغةً واحدة، ولدى بعبدا لائحةٌ خاضعةٌ للبحثِ والمراجعة في الاختصاص، فلماذا النزيفُ في هدرِ الوقت واللَعِبِ على الزمن السياسي وطرْحِ الصوتِ على العالمِ الخارجي وتوجيهِ نداءاتِ استغاثة؟ ورئيس الحكومة المكلف الذي غادرَ فورَ انتهاءِ الجلسة إلى الإمارات، وصلتْه اليوم دعوةٌ كَنَسية من البطريرك الراعي بأنْ يَتخذَ المبادرة ويقدِّمَ تشكيلةً مُحدَّثة إلى رئيسِ الجمهورية في أسرعِ وقت، والاتفاق معَه على الهيكليةِ والحقائب والأسماء وَفْقَ معاييرِ حكومةِ الاختصاصيين غيرِ الحزبيين لا يُهيمنُ أيُ فريقٍ عليها، وإذا لم يتَفقا فليَستخِلصا العِبرَ ويتَخذا الموقفَ الشجاع الذي يُتيحُ عمليةَ تأليفٍ جديدة، فهل تَجدُ هذه الدعوة مكاناً لها وإخضاعَ لائحةِ الحريري إلى update وِزاري؟ وماذا عن الوزيرين المسيحيَين اللَذين ظلاّ عُقدةً أمامَ التشكيل؟ تلكَ عُقدةٌ سعى رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري لتذويبِها في لقاءاتٍ جانبية بعد الجلسة، على أن يَتِمَّ تلزيمُ جهةٍ ضامنة بالتسمية، لكنّ المعالجات توقّفت عند هذا الحد في انتظارِ استكمالِها بعد عودةِ الحريري من الإمارات ورئيسِ الحزب التقدمي من باريس، وحَراكُ بري الحكومي أين يَقِفُ منه حزبُ الله؟ ففي كلامٍ للنائب حسن فضل الله على ذكرى التحرير، فإنّ الحزبَ يدعو إلى استمرارِ السعي الحثيث، فلنضعِ السجالاتِ والتحدياتِ والاستفزازات جانباً ونفتحَ النوافذَ والتجاوبَ مع المساعي المبذولة أو التي ستُبذل من قِبل الحريصين، وهذه الدعوة لا يمكن تطبيقها بالمناداة عن بُعد انما باقدام حزب الله على توجيه مساعيه “الدقيقة وغير الدقيقة” على حليفه جبران باسيل، الرجل الذي كان مستعدا بالأمس للقيام بعملية انتحارية فداء للوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.