الجديد: في التشكيلةِ الحكومية فإنّ طعمَها جاء بنكهةِ المرارة ومكوِّناتُ البحث لم تستوِ

قياساً على “مانيو” غداءِ عين التينة فإنّ هناك إشادةً بالتشكيلةِ المتنوعةِ المذاق، أما في التشكيلةِ الحكومية فإنّ طعمَها جاء بنكهةِ المرارة ومكوِّناتُ البحث لم تستوِ أو ربما هي قابلةٌ لاحتراقِ الطبخة، فزيارةُ الحكومة المكلّف سعد الحريري الرئيسَ “المكلّف” نبيه بري استَعرضَت الأزَماتِ والعراقيل ولم تستنبطِ الحلول حيثُ بات التأليفُ هذه المرة فعلاً أمام خِيارين يغلِبُ عليهما احتمالُ استقالةِ الحريري.

وهذا التوجّهُ سيحدّدُ العهدُ رياحَه، فإذا تمسّك فريقُ رئيسِ الجُمهورية بأيِّ طرحٍ لحكومةٍ حزبية يُعلِنُ عندئذٍ سعد الحريري انسحابَه من هذه المُهمة ولن يقتصرَ الأمرُ على التنحّي عن التكليف بل ربما تكونُ له مفاعيلُ في الاستقالاتِ النيابيةِ لنبدأَ مرحلةٌ سياسيةٌ جديدة وتُصبحَ البلادُ كلُّها “تصريف أعمال”. كلُّ هذه الاحتمالات تبقى رهنًا باتصالاتِ الساعاتِ المقبلة حيث تتحرّكُ عجَلاتُ الخليلين بعد تعبئةِ وقودِها من محطةِ عين التينة، ويلتقي المعاونان معاونَ الرئيسِ الأول جبران باسيل هذه الليلة، أما الطرحُ فسيكونُ على حكومةِ الأربعةِ والعشرين التي وافق عليها الحريري.

لكنْ مرةً أخرى فإنّ “الشَّيطانَ يكمُنُ في باسيل” وتصنيفاتِه الحكوميةِ ومعايرِه و”مازورة” الأحزاب وتعبئةِ العواميدِ الفارغة. وعلى تقويمِ بيتِ الوسَط فإنّ الحريري استحضر بدورِه أرواحَ رؤساءِ الحكوماتِ السابقين وشاورهم في الآتي منَ الخِيارات، لكنّ آراءَهم غالبًا ما تأخذُ الحريري الى “التعنيفِ السياسيّ” لاسيما أنّهم يستشعرونَ مَساً بصلاحياتِ رئاسةِ الحكومةِ لناحيةِ حقِّ التسمية. وإلى هذه الساعة فإنّ السياسيين في الطابور انتظاراً لخيوطٍ تَخرجُ بحلّ أو استقالة. وهؤلاء وإن أذلّوا البلدَ بحكومةٍ لم تُبصرِ النور منذ سبعةِ أشهر فإنّهم لن يعيشوا ذلاً يختبرُه المواطنون اللبنانيون الذين اصطفوا بطابورٍ خامسٍ وعاشرٍ أمامَ محطاتِ المحروقات.

هو المشهدُ الذي يتكرّرُ كلَّ يوم ومرشّحٌ للتعاظمِ في المرحلةِ المقبلة، ومعَ طلعةِ كلِّ صباحٍ يَفقِدُ اللبنانيُّ مقوّماتِ حياتِه، غابتِ الكمالياتُ حسناً لكنْ ماذا عن الأساسياتِ والمواصلاتِ والمستشفياتِ التي بدأت إقفالَ مختبراتِها هؤلاءِ جميعاً؟ هل عليهم انتظارُ الرَّغَدِ السياسيِّ في توليفِ حكومةٍ لا تَمَسُّ الذاتَ الرئاسية؟ حكومةٍ يرسُمُها جبران ويرفُضُها سعد ويُعيدُ خَلطَ مكوِّناتِها نبيه بري وتقفُ لها الأحزابُ بالمِرصاد، نحن أمام مسؤولين رفعوا عنهم المسؤولياتِ الى أن أصبح لبنانُ صلاةً ترفعُ في الفاتيكان، وبحثاً يُدرجُ في جدولِ أعمالِ الكونغرسِ الأميركي، فمَن يعطّل ليكن على جُرأةِ الموقف ويعلنْ مسؤوليتَه الكاملةَ بالفشل، إلا إذا اتّبعنا طريقَ وليد جنبلاط وبدأنا سعيًا في التفتيش ِعن القُوى الخفيّةِ الّتي تحولُ دونَ تأليفِ الحكومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.