MTV: حقا نحن في دولة غرائب وعجائب

جملة أسئلة طرحتها MTV في مقدمة نشرتها: مشهد قديم جديد يظهر اليوم، طرقات لبنان وشوارعه تحولت مرأبا كبيرا للسيارات المنتظرة بالدور لتعبئة القليل من البنزين. الذل الذي عاشه اللبناني يقوم من جديد، والحل بالتأكيد لن يكون من ايران كما حاول السيد نصر الله ان يؤكد في خطابه بالأمس. نصّب الأمين العام نفسه مرشدا اعلى للجمهورية اللبنانية عندما قال انه سيأتي بالنفط من ايران، ولتفعل الدولة ما تشاء، فهل الاستعلاء الى هذا الحد مقبول؟ الم يشعر اللبنانيون عموما، والمسؤولون خصوصا بالإذلال بعدما اكتشفوا بالصوت والصورة ان دولة نصر الله هي دولة فوق دولتهم واقدر من دولتهم؟ في الانتقال الى المضمون، كلام نصر الله لا يصرف فهو شيك بلا رصيد، اذ ان العقوبات المفروضة على ايران تمنعها من تصدير نفطها بأي شكل من الاشكال، وفي حال تجاوزت ايران العائق المذكور فهل يجرؤ لبنان على تقبل الهدية الملغومة فتفرض عليه عقوبات جديدة هو بغنى عنها؟ باختصار، طرح نصر الله غير قابل للتنفيذ الا اذا استلهم المسؤولون اللبنانيون نموذج فنزويلا، فنصبح دولة خارجة عن القانون الدولي وعن الانظمة السارية عالميا. أليس اسهل لنصر الله، بدلا من استيراد النفط الإيراني، ان يمنع تهريب النفط الموجود في لبنان باتجاه سوريا وعبر المعابر الغير شرعية؟ حكوميا حركة لافتة على خط الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر على ما يبدو، ويحاول انقاذ ما تبقى من مبادرة بري عبر مفاوضات يجريها الخليلين ووفيق صفا مع الوزير جبران باسيل. ليل امس كان الاجتماع الثاني ويليه اجتماعات اخرى فهل تحقق اجتماعات البياضة الخرق المطلوب حكوميا حتى الآن؟ في المحصلة، لا شيء تغير حتى الآن ،والعقد لا تزال موجودة، لكن وبمعزل عن النتائج فان اسئلة كثيرة تطرح: فما دام الحريري عاد وقبل بمفاوضات مع باسيل ولو بالواسطة فلماذا لا يجتمع به شخصيا؟ أليس هذا من مهام الرئيس المكلف، وأليس واجبه ان يجتمع برؤساء الكتل توصلا الى حل للازمة الحكومية؟ لماذا التخلي عن دوره لمصلحة الخليلين، وهل هكذا يتم تعزيز صلاحيات رئاسة الحكومة؟ في المقابل اين رئيس الجمهورية من كل ما يحصل ايضا امام التخلي عن الصلاحيات، والا يبدو جبران باسيل في الشكل على الاقل وكأنه المقرر الاول والأخير في عهد ميشال عون؟ حقا نحن في دولة غرائب وعجائب فلننتظر نهاية المسرحية التي نأمل ان تنتهي قبل ان تنتهي الجمهورية وقبل ان ينهار ما تبقى من الدولة.