LBC: الامور على حالها، والعقد لم تحلّ بعد، والحكومة “مطولة”

ليس في الافق ما يوحي بقرب تأليف حكومة، وكل ما يتردد من معلومات حول اجتماعات التأليف لا يتعدى ضخات امل تبقي اللبنانيين احياء وتكسب السياسيين مزيدا من الوقت وتضخ اجواء ايجابية من دون ركائز حقيقية. ما يمكن قوله عن التأليف، لا سيما بعد اللقاء امس بين النائب جبران باسيل وعلي حسن خليل وحسين خليل والحاج وفيق صفا، ان امورا كثيرة طرحت وان هناك اكثر من سيناريو اتفق عليه لحل عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين، وهذه السيناريوهات تنتظر اجوبة الرئيس الحريري، التي تستغرب اوساطه كيف ان مفاوضات تشكيل الحكومة تجري اصلا في البياضة. بالنتيجة، الامور على حالها، والعقد لم تحلّ بعد، والحكومة “مطولة”. اما مبادرة الرئيس نبيه بري فصامدة، ليس لأنها قابلة للنجاح انما لأن بعدها سينقطع كل تواصل ممكن بين الافرقاء المعنيين بالتأليف، فتخرج الامور كلها عن السيطرة. انتم تدورون في الفراغ، شعبكم يدور على الطرقات يبحث عن مستلزمات البقاء. الشوارع تحوّلت اليوم الى مآرب سيارات وامام كل محطة بنزين اكثر من طابور ذل. الصيدليات تحولت الى كابوس، فأدوية كبارِنا مفقودة، وحياتُهم مرتبطة بها. اما رُضّعُنا واطفالنا، ففقد حليبُهم وحتى لَقاحاتِهم. ابحثوا جيدا عن مكاسبكم السياسية والشعبوية والطائفية والمذهبية. وأنتم تبحثون، تذكروا ان خارطة المنطقة ترسم من حولنا، وأمورَها تتبلور يوما بعد آخر، من مفاوضات فيينا الاميركية الإيرانية، الى التقارب السعودي الايراني والاماراتي الإيراني، وان هذه الدول قالت: “علينا ان نتعايش”، فيما نحن عاجزون عن التعايش وحتى عن العيش. وأنتم تبحثون اتركونا نجد ما يبقينا احياء، فعلياً احياء. فنحن من دونكم قادرون ومستعدون للحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.