أرقام القوات إنتخابياً تجعلها متأهّبة للردّ على أي إتهام قد يُوجّه اليها؟

أكبر بكثير من فرحة جمهور التيار الوطني الحر خصم معراب الأول في السياسة، جاءت فرحة جمهور إنتفاضة 17 تشرين الأول مما بدأ يتكشف شيئاً فشيئاً عن إرتكابات وممارسات فاسدة تحمل تواقيع وزراء القوات اللبنانية خلال مشاركتهم في حكومة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الأخيرة وفي الحكومات التي سبقتها، لماذا؟ تجيب مصادر المجموعات المدنية التي بدأت تتحضر لخوض الإنتخابات المقبلة “لأن القوات لطالما حاولت أن تركب موجة الإنتفاضة، ولطالما أمعنت في المزايدة علينا بالإستقلالية والشعارات الواهية، ولطالما كنا نقول لها إنها من صلب مجموعة السلطة وشريكة بما تم إرتكابه بحق المؤسسات والشعب اللبناني ككل، كل ذلك من دون أن تتقبّل ولو لمرة ما كنا نقوله عنها، أما اليوم فأصبحت الصورة أوضح وما بات يسرب للرأي العام عن وزراء القوات يؤكد وبما لا يقبل الشك أن الخلاف الذي كان قائماً ولا يزال بين مجموعات الإنتفاضة والقوات كان في محله”.

على رغم كل ذلك، لا تزال قيادة معراب ترفض رفضاً قاطعاً أي تشبيه لها بالطبقة السياسية وفي ردها على أي إتهام تلجأ الى إصدار البيانات والى التهديد برفع دعاوى قضائية، حتى وصل بها الأمر منذ يومين الى إصدار بيان شديد اللهجة هاجمت به الامين العام لحزب الكتلة الوطنية ووصفته بالـ”نكرة”، كل ذلك لأنه نشر صورة تجمع رئيس القوات سمير جعجع برموز السلطة، موحياً بأن جعجع شريك هذه السلطة بما وصلنا اليه اليوم من إنهيار مالي واقتصادي وهذا ما لا تتقبله قيادة الحزب لا من قريب ولا من بعيد.
وفي محاولة لتفسير الحالة الهستيرية القواتية في التعاطي مع أي شخص يحاول إنتقادها، يقول خبير إحصائي إن الدراسات الإنتخابية التي أجريت في الآونة الأخيرة أظهرت تقدماً بسيطا لصالح القوات في الشارع المسيحي وجاء ذلك على حساب تراجع بسيط ايضاً سجلته أرقام التيار الوطني الحر وهنا بيت قصيد التوتر القواتي، لذلك تحاول القوات قدر الإمكان المحافظة على هذا التقدم قبل سنة من الإنتخابات النيابية المرتقبة في العام 2022 علها تستطيع ان تقلب المقاييس وأن تخرج من المعركة الإنتخابية بكتلة نيابة من عشرين أو ثلاثين نائباً مقابل كتلة من عشرة للتيار الوطني الحر، لذلك اعطت قيادة القوات تعليماتها لدائرتها الإعلامية ولجيشها الإلكتروني بالتصدي لأي شخص يحاول إنتقادها إنطلاقاً من شعار كلن.

وفي هذا السياق، تشير المعلومات من داخل كواليس معراب الى أن رئيس القوات سمير جعجع يشدد في كل الإجتماعات الحزبية التي يعقدها مع الكوادر والمناصرين على ضرورة التركيز في الخطاب السياسي على مرحلة إستقالة وزراء القوات من حكومة سعد الحريري وإنضمامها الى الثورة إنطلاقاً من إصغائها الى صوت الناس وإحترام مطالبه ونزوله الى الشارع بالاعداد التي نزل فيها للتعبير عن غضبه من الطبقة السياسية.
مشهد الردود القواتية المتوترة على المنتقدين من المتوقع أن تزداد شيئاً فشيئاً كل ما إقترب موعد الإنتخابات. مشهد الردود هذا لا يمكن ان يغير في المعادلة شيئاً. الوقت لا يزال باكراً لموعد الإستحقاق وهناك امور ومعطيات كثيرة يمكن أن تتغير وتتبدل قبل فتح صناديق الإقتراع، هذا إذا فتحت أصلاً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.