MTV: إنه وطن العجائب والغرائب وبلد الادوار المقلوبة

رأت MTV أنه بات من شبه المؤكد ان رئيس مجلس النواب وبعد كل ما حصل لم يعد قادراً على لعب دور الوسيط، وقالت في مقدمة نشرتها: ورقة الإعتذار طويت مؤقتاً فأعيد خلط الاوراق السياسية من جديد، رئيس الحكومة المكلف وللمرة الثانية على التوالي يُحجم في اللحظة الاخيرة عن إتخاذ القرار الصعب وذلك تحت ضغط عاملين: حالة الإستنهاض السخية التي إستطاع تأمينها حول شخصه، والدعم العلني الغير مسبوق الذي يقدمه الرئيس نبيه بري. لكن دعم بري سلاح ذو حدين، إذ بات من شبه المؤكد ان رئيس مجلس النواب وبعد كل ما حصل لم يعد قادراً على لعب دور الوسيط لانه اظهر إنحيازه الى جانب الرئيس الحريري “حتى صارا” في خندق واحد ضد فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. ومن هنا ورغم كل الكلام عن إستمرار بري في مبادرته، فإن الوقائع تكذب ذلك، وجل ما في الامر ان بري والحريري يسعيا لكسب الوقت في سبيل تسجيل هدف جديد في مرمى بعبدا والبياضة عبر التسويق لتشكيلة جديدة يقدمها الحريري الى رئيس الجمهورية فإما أن يقبل بها الاخير وهذا امر مستبعد وإما ان يرفضها فيعلن عندها الحريري إعتذاره رامياً المسؤولية على عون وفريقه، ليبدأ عندها فصل جديد من المعركة المفتوحة بين فريقين وتوجهين. هذا داخلياً، اما خارجياً فإنتظار لموعد له اهمية الإستحقاق، ففي 24 من الشهر الجاري ينعقد في بروكسل القمة الاوروبية التي تبحث في الازمة اللبنانية إنطلاقاً من تقرير ستقدمه فرنسا، يسبق القمة زيارة يقوم بها المفوض السامي للسياسة الاوروبية والخارجية جوزف مورالي بهف تكوين مقاربة اوروبية لما يحصل، فهل تنتج من القمة المنتظرة مبادرة ما؟ ام ان لبنان سيبقى وحيداً في مواجهة مصيره مع منظومة تحلل كل شيء بنفسها ولا تبالي إلا بمصالحها ومحاصصاتها؟ والدليل انه فيما كان الدولار يواصل تحليقه ليبلغ الـ 15500 ليرة للدولار الواحد كان الرئيس بري يتحدث عن مبادرته في نسختها الثالثة محذراً من خراب كبير لا تُحمد عُقباه. فكم مرة سمعنا مسؤولين يحذرون وينبهون؟ وإذا كان دور المسؤولين التحذير والتنبيه فماذا على الناس العاديين ان يفعلوا؟ وهل المطلوب منهم ان يتحولوا اصحاب قرار وان يُنقذوا الوطن؟ حقاً إنه وطن العجائب والغرائب وبلد الادوار المقلوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.