NBN: المطلوب هو الحل وليس الترحال، ومبادرة لبنان مستمرة رغم السهام التي أُطلِقَت عليها

جاءت مقدمة NBN على النحو التالي: أنتم على حق، سقط القناع، ومن يدّعي انه مؤتمن على الدستور جعل من الأمانة “عجينة” يحاول أن يطوعها في يده ليشبع نهم السلطة الموروث في العائلة السعيدة. ولكن هيهات أن ينجح، لا امكانية لتشخيص حالة الانفصام المتقدمة التي بلغها العهد، مستوى المرض وصل إلى مرحلة متقدمة جداً تجعل أهل العهد يقولون الشيء ونقيضه بفارق ساعات قليلة بعد أن كانوا يفعلون ذلك بفارق أسابيع وأشهر، ولا يبدو أن هناك بوادر علاج لانفصامهم. يحاولون تطويع الدستور وفق مصالحهم الخاصة، يجعلون منه مطيّة لتحقيق المكاسب الفئوية والأحلام الرئاسية. وما كان محرماً على رئيس الجمهورية سابقاً بات حلالاً اليوم. من كان يقول أن لا مادة دستورية تعطي رئيس الجمهورية كتلة وزارية، بات اليوم يصدر الفرمانات الدستورية وفق فتاوى خنفشارية، وتفاسير ما انزل الله بها من سلطان لزيادة الحصة وضمان “الورتة”. أما عين التينة التي قاومت سابقاً كل مخرز حاول النيل من الوحدة الوطنية، وكرست الوحدة الوطنية، وحافظت على حقوق الطوائف ولا سيما المسيحيين، فلا يمكن أن يكون قلبها سوى على الميثاق الوطني الذي حفظه الرئيس نبيه بري بأشفار العيون في كل المراحل وقدم فيه نموذجاً في التنازل عن حق وطني مكتسب له أحياناً في سبيل صون الوحدة. على أي حال، يبقى الرئيس بري وحركة أمل حراساً لهذه الوحدة مهما استهتر المستهترون، ولذلك، المطلوب هو الحل وليس الترحال، ومبادرة لبنان مستمرة رغم السهام التي أُطلِقَت عليها من منصات بيانات تفتقر إلى مسوغات دستورية. المعطلون يبدون في وادٍ والناس في وادٍ آخر يكتوون بنار الأزمات المتناسلة، وما الاضراب العام الذي نُفِّذ اليوم إلا انذار شعبي وعينة من صرخات الوجع، لعلها تبلغ آذان المعنيين فيخرجون من حساباتهم الضيقة وذرائعهم الواهية وينزعون عصيّهم من دواليب التأليف الحكومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.