الجديد: لم يبق جبران ولم يذر، وأوقع في مؤتمره الصحافي كل مكونات لبنان بين قتيل سياسي وجريح بحالات حرجة

جاءت مقدمة الجديد على النحو التالي: في عيد الأب، خرج ابن الجمهورية الأول بخطاب تثبيت العداء للجميع، والإبقاء على صديق واحد سلمه مفاتيح الحكومة هو الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. لم يبق جبران ولم يذر، وأوقع في مؤتمره الصحافي كل مكونات لبنان بين قتيل سياسي وجريح بحالات حرجة، وتحت خطر “أزمة الوجود” فلح رئيس التيار بالجميع وشرع الثلث المعطل وأدخله إلى النص ومنحه حصرا لرئيس الجمهورية تعويضا عن كل صلاحيات خسرها في الطائف. هدم باسيل جدران التسوية وصيغتها، رافضا المثالثة المقنعة وصيغة الـ”3 تمانات”، وكرس أن المناصفة الفعلية هي 12 ب12 يسمونهم المسلمون والمسيحيون بالتوازي والتساوي، “ومش بيقطروهن المسلمين”. هذه مثالثة مرفوضة، والمسمار الأول وضعه باسيل على خط المناصفة وفق معادلة لا يستحي بها التيار، وتقوم على ثابتة “أكلونا المحمودات”. أما المسامير الأبعد مدى، فغرزت في قلب المكونات المسيحية مع رأس كنيستها في آن معا، وفي أقوى هجوم على من سماهم بعض القيادات السياسية والمرجعيات الروحية قال رئيس التيار: “انتو ساكتين وبتفرحوا لما الناس بتسبنا. ليش انتو لولانا كنتوا حصلتوا يلي عندكن؟” وإذ شمل هذا الهجوم البطريرك الراعي كمرجعية روحية، فإنه كان هجوما مباشرا على سمير جعجع الذي اتهمه باسيل بإخفاء جرائمه عبر سكوته، وبخوض معركة مصالح، وبالتلهي بتعمير القلعة فوق التلة من الخوات والفاوندرايزنغ والمال السياسي وبيع الكرامة والحقوق. وقع باسيل و”استلقاه” سمير وضبطه بجرم سوف يتحدث به رئيس حزب القوات مدى الحياة، ويا غيرة الدين المسيحي، فقد أخذ جعجع على رئيس التيار استعانته بصديقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لائتمانه على موضوع الحقوق المسيحية، وهذا ما يجسد مفهوم الذمية السياسية. وكمن يستنهض الهمم الطائفية سأل جعجع: أي مسيحي في لبنان يملك العزة والكرامة والشهامة يقبل بأن يكون السيد نصرالله أو غيره مؤتمناً على حقوق المسيحيين؟ “عركت” على جبهتي معراب-البياضة في محور حرب سياسية تأخذ وهجها إلى الانتخابات، إن وقعت، فيما أدرك باسيل على أي كتف سياسية يستلقي ليقينه أن السيد نصرالله لن يخذل حليفا، وأنه سيكون سياسيا، حيث يجب أن يكون وعلى وقع ضمان نيل الثقة من نصرالله. استند جبران إلى فائض قوة هي إلى جانبه من الأساس، لكنه وعلى طلب الاستعانة بالأمين العام، فقد زرع في طريقه خسوفا وكسوفا في الثنائي الشيعي سعيا لشق هلاله السياسي والإحاطة بمبادرة الرئيس نبيه بري: فالحزب إلى جانبي يدعم تعطيلي، أنا جبران باسيل الذي ضربت بالعقوبات لأجل حزب الله، وعلى هذا الحزب اليوم استكمال حماية التعطيل إلى نهاية العهد وبعدها نحكم معا في زمن الفراغ. هذه خريطة طريق رئيس التيار، والتي هجرها الرئيس المكلف سعد الحريري وغادر إلى الامارات قبل ليلة من المؤتمر الصحافي. أما حزب الله فقد رفض التعليق بأي كلمة على طلب الاستعانة بالصديق، وسجل موقف واحد للنائب حسن فضل الله، لكن قبل عقد مؤتمر باسيل، إذ أعلن أن لا حل لتأليف الحكومة إلا بتفاهم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وكشف فضل الله أن الجلسات التي كان يعقدها الحزب لتذليل العقبات كانت أكثر من المعلن، ولم نترك وسيلة ممكنة أو اقتراحا لتقريب المسافات إلا وقدمناه ولم نصل إلى تقدم ملموس وكلما نصل الى تقدم جدي كانت تظهر لنا مشكلة أخرى. مع حزب الله قضي الأمر، مع نبيه بري الوساطة معلقة، وعلى خط وليد جنبلاط كلام يقرأ في فنجان الخطر ويسترجع مرحلة اضطر فيها زعيم التقدمي إلى تسوية مع السوريين والرئيس حافظ الأسد لدى اغتيال كمال جنبلاط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.