MTV: لائحة الإذلال تطول ولا تنتهي، فهل هذا هو لبنان؟ وهل مازلنا نعيش في دولة؟ وهل في هذه الدولة مسؤولون حقيقيون او مسؤولين من ورق؟

أشارت MTV إلى أن رئيس الحكومة المكلف فوض امر الحكومة إلى الرئيس نبيه بري وفي المقابل جبران باسيل فوض امر حقوق المسيحيين لحسن نصرالله وبين التفويضين ضاع اللبنانيون ويكاد لبنان يضيع، وقالت في مقدمة نشرتها: الإذلال، إنها الكلمة التي تختصر وضع اللبنانيين في هذه الايام. إذلال في كل مكان وفي اي ساعة على محطات المحروقات، صفوف طويلة وإنتظار اطول ولهاث مرير وراء ليترات معدودة لا تروي غليل “الرزيرفوار” الجاف. في الصيدليات، البحث عن دواء يصعب توافره، وإذا توافر فبعد الف “تربيح جميلة”. في المستشفيات، إذلال ايضاً لان شركات التأمين لم تعد تدفع كما في السابق، وبالتالي فإن المريض بات امام مصيره الاسود، إن لم يكن معه “فريش” ومال على صحة السلام وعليه العودة إلى منزله، وإن كان معه “فريش” فالاستشفاء ممكن شرط ان تكون المستلزمات الطبية اللازمة لحالته موجودة، وإلا فإن الخطر يداهمه من جديد. ولائحة الإذلال تطول ولا تنتهي، فهل هذا هو لبنان؟ وهل مازلنا نعيش في دولة؟ وهل في هذه الدولة مسؤولون حقيقيون او مسؤولين من ورق؟ في عيد الاب يجتمع اللبنانيون على انهم “يتامى” متروكون لمصيرهم، فكأن لا اب لهم ولو ان رئيسهم لُقِب بـ “بي الكل” ذات يوم. في السياسة إذلال ايضاً، رئيس الحكومة المكلف سافر من جديد إلى الإمارات بعدما فوض امر الحكومة إلى الرئيس نبيه بري، فإذا اقر رئيس مجلس النواب ان مبادرته قد ماتت يُمكن للحريري ان يعتذر، وإذا لم يقر بري بذلك فإن الحريري سيبقى “لا معلق ولا مطلق”. في المقابل جبران باسيل فوض امر حقوق المسيحيين لحسن نصرالله وهو يقبل ما يقبل به الاخير لنفسه وطائفته. وبين التفويضين ضاع اللبنانيون ويكاد لبنان يضيع. وكما في لبنان كذلك في اوروبا، ففي لوكسمبورغ إجتماع مالي لوزراء خارجية الإتحاد الاوروبي والوضع اللبناني على الطاولة في حضور بوريل الذي قدم تقريراً سوداوياً عن وضع لبنان، معتبراً ان مسؤوليه ليسوا على قدر المسؤولية، فهل من إذلال اكثر من هذا؟ لقد وضعنا على مشرحة العالم واصبحنا إما مادة تأنيب او مصدر شفقة، اما المسؤولين عندنا فمنشغلون بمعركة صلاحيات الرئاسة والحقوق الطوائفية. اما آن الاوان لهذه المسرحية السمجة والكاذبة ان تنتهي؟ واما آن الاوان لليل الذل ان ينحسر؟