الجديد: الجميعُ يسألُ اليومَ علامَ سيقدمُ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله بوَكالتِه عن باسيل؟

جاءت مقدمة نشرة الجديد على النحو التالي: بعبارتينِ اثنتَينِ اختَصرت عين التينة الردَّ على رئيسِ التيارِ الوطنيِّ الحر: مَن كانَ الكلامُ لا يَكفيه لعلَّ الصمتَ يَشفِيه. فالعينُ لم تقاومِ المِخرزَ هذه المرة وارتأتِ الاعتصامَ بحبلِ الصمتِ في وجهِ جبران باسيل، الرجلِ الذي يَظهرُ في العبارةِ المقتَصرة أنه مريضٌ سياسيٌّ تحتاجُ حالتُه الى الدعاءِ بالشفاء، ومِن عوارضِ المرَض زرعُ الشِّقاقِ على خطِّ الثنائيّ وَفقَ خُطة: نصرالله فوّض بري، جبران يفوّضُ نصرالله. والجميعُ يسألُ اليومَ علامَ سيقدمُ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله بوَكالتِه عن باسيل؟ التحرّكُ لن يتعدّى المسارَ المتّبعَ سابقاً حيثُ يحج وفيق صفا مرةً أخرى إلى دارةِ رئيسِ التيار لتدوينِ ملاحظاتِه. لكنْ بماذا صنّف باسيل كلَّ الاجتماعاتِ السالفة؟ ساعاتٌ طويلةٌ مِن اللقاءاتِ في الجَناحِ السياسيِّ الرئاسيِّ لجبران في قصر بعبدا ثُمّ في البياضة معَ الخليلَين وصفا، فهل كان ثلاثيُّ الثنائيّ يفاوضُ باسيل على السياحةِ في البترون أم على مضمونِ مبادرةِ بري؟ وأيٌّ من البحوثِ الجنائيةِ دارت بينَ الخلان في الاجتماعاتِ العاصمة؟ وألم يكن الحاج حسين خليل معاونًا للسيد نصرالله في اللقاءات؟ وألم يجرِ فرزُ وفيق صفا مسؤولاً لوَحدةِ التنسيقِ والارتباطِ معَ جبران باسيل؟ فكيف يحتكمُ رئيسُ التيارِ اليومَ الى فريقٍ فاوضَه ووقفَ على خاطرِه وعالج تعقيداته النفسية قبل الوزارية؟ وإذ يرفعُ باسيل أمرَه الى حِزبِ الله، فإنه بذلك لم يُقِمِ اعتباراً لمواقفِ نصرالله السابقةِ التي حدّد فيها بوضوحٍ رفضَه للثُلثِ المعطل. غيرَ أنّ جبران يضرِبُ كلَّ العصافيرِ وألبانَها بحجرٍ واحد: ألغى بري، وجيّرَ الأزْمةَ لنصرالله، وصنّف رئيسَ المجلسِ بأنّه وسيطٌ غيرُ نزيه. وبتفويضه هذا فقد سحب رئيس التيار حزب الله الى دائرة الشراكة الوطنية في التعطيل، وتحدى الغرب والاتحاد الاوروبي موجها رسالة ضمنية لجوزيب بوريل بأن: شكرا لزيارتكم ولن تعنينا عقوباتكم. والعقوبات بدأت تختمر في اجتماع الاتحاد الاوروبي اليوم، إذ اعلن مسؤول السياسة الخارجية انها قد تُتَخَذ وضد اطراف محددة خلال اسابيع. وفي هذهِ الاسابيع وبعدَها، والى نهايةِ العهد، سوف تستمرُّ تصريحاتُ رئيس الجمهورية الباعثةُ على ستاتيكو الوضع الراهن، وهو قال اليوم امامَ النائب جميل السيد إنّه لم ييأسْ من وصولِ المبادرات الى حلٍّ معَ وجودِ العقلاء، شرطَ عدمِ المسِّ بالدستور وبالصلاحيات وعلى رأسها مقامُ رئاسةِ الجمهورية. الرئيس لم ييأس، لكنّ الناسَ فعلوا، وهم اليوم يقيّسون اليأسَ على محطاتِ المحروقات وابوابِ الصيدليات والمستشفيات، فيما تحاضرُ فيهم حكومةُ تصريف الاعمال وترفُضُ تعويمَ الحكومة مخافةَ خرق الدستور. يكادُ وليد جنبلاط وحيدًا يدرسُ تعبيَد طريقِ الانهيار ويطوّقُ الجبلَ بسلسلةِ تدابيرَ معيشيةٍ تليها تدابير سياسيةٌ تجمعُ قياداتِ الدروز على صفٍّ واحدٍ يومَ السبتِ المقبل. وبحكمة شيوخِ العقل، خاطب جنبلاط مشايخ الدروز شارحا لهم تسويتَه مع الرئيس الراحل حافظ الأسد ليظهرَ اهميةَ التسوياتِ الداخلية، وقال إنه “مش مستحي، واللي بفكر انه بالحرب او بغير الحرب او بالعناد بيوصل، ما بيوصل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.