الجديد: بعضٌ من اللبنانيين خرَجَ اليومَ شاهراً سيفَ غضبِه على دولةٍ استقالَت من واجباتِها

جاءت مقدمة الجديد على الشكل الآتي: اِتّخذ الحزنُ عاصمةً له في بلدةِ الشرقية جنوب لبنان، وهناك كان الدمعُ مطرَ حَزِيرانَ على رحيلِ عائلةٍ بطاقَمِها الورديّ. وفيما كانت العائلةُ تستعدُّ لاستقبالِ الوالد، صار الابُ عماد حويلي مستقبِلًا ومودِّعاً. لا حُزنَ يرتقي الى مشهد ِ أب ٍأضاعَ روحَه، لكأنّها روايةٌ تُكتبُ آلامُها على أجسادٍ نَزَفت قهرًا. وبمزيدٍ من الأسى واللَّوعة يستعدُّ اللبنانيونَ لمشاهدَ ربما أكثرُ مرارةً، وبعضُهم خرَجَ اليومَ شاهراً سيفَ غضبِه على دولةٍ استقالَت من واجباتِها واتّخذت اللوعةُ أيضاً شكلًا سياسياً مشطوراً رأيَين: رئيسٌ للجُمهوريةِ يَستدعي الوزراءَ على صفيحةِ بنزينٍ ساخن ويطلُبُ حلولًا ترقيعيةً تتجاوزُ بصلاحياتِها سلطةَ مجلسِ الوزراء، ورئيسُ حكومةٍ يرفُضُ التوقيعَ لأنّه قرّر مسبّقاً ألا يحرقَ أصابعَه بنيرانِ اللَّعِبِ بالدعم. وقد ناقشَ اجتماعُ بعبدا أزْمةَ المحروقاتِ في ظِلِّ توجّهٍ إلى رفعِ الدعمِ تدريجيًا وفتحِ اعتمادٍ استثنائيٍّ يدعمُ الصفيحةَ على سعر ِ3900 ليرةٍ لبنانية للدولارِ بدلاً من 1515، ولدى التوافقِ بينَ الرئيس ميشال عون ووزيرِ المالِ والطاقةِ وحاكِمِ مَصرِفِ لبنان رياض سلامة على هذه الآليةِ جرى الاتصالُ برئيسِ حكومةِ تصريفِ الأعمال حسان دياب، وبحسَبِ معلومات ِالجديد فقد أبلغهم دياب رفضَه التوقيعَ قائلاً: “أنا لن أُمضي وسأبقى متجانسًا معَ نفسي”. وتقولُ المعلوماتُ أيضاً إنّ وزيرَ الطاقةِ ريمون غجر حاول الاتصالَ برئيسِ حكومةِ تصريفِ الأعمالِ بعدَ انتهاءِ اللقاء لكنّ دياب أقفلَ الخطَّ في وجهِه، هي عادةٌ اتّبعها رئيسُ الحكومةِ معَ عددٍ آخرَ مِن الوزراءِ بينَهم وزيرُ الصناعة عماد حب الله على خلفيةِ نقاشِ أزْمةِ الترابة. لكنّ تجانسَ دياب معَ نفسِه لا يبدو أنه سيدومُ طويلا ًلكونِ أزْمةِ البنزين ستُحرِقُ كلَّ نفَسٍ سياسيّ يمنعُ عن الناسِ حاجاتِهم الأساسية، وقرارُه بعدَم التوقيعِ سوف ينقلبُ الى موافقةٍ معَ التنفيذِ الفوريّ، لاسيما أنّ حاكمَ مصرِفِ لبنان لن يُمكِنَه ضخُّ الأموالِ نقداً وعدًا من دونِ تغطيةٍ رسمية، والحلُّ المرقّعُ في صرفِ أموالِ البنزين على سعرِ ثلاثةِ آلافٍ وتسعِمئةِ ليرة سيكونُ موقّتاً ولثلاثةِ أشهرٍ، في انتظارِ إقرارِ البِطاقةِ التمويليةِ من مجلسِ النوابِ التي خرَجت اليومَ بعافيتِها الكاملةِ من اللِّجان المشتركة. لكنّ البِطاقةَ التمويلية التي سمّاها وليد جنبلاط بطاقةً انتخابية، هي بدورِها “تسكيج مالي” لا يعوِّضُ عن الحلولِ الأبعدِ مدىً في تأليفِ الحكومةِ والبَدءِ بالمشاريعِ الإصلاحية. والتأليف مع وقفِ التنفيذ ويترقّبُ نتائجَ التفويضِ الممنوحِ للأمينِ العامِّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله من رئيسِ التيار جبران باسيل، ووَفقًا لمعطياتِ الجديد فإنّ حزبَ الله أجرى تواصلاً معَ الرئيس نبيه بري عبرَ الحاج حسين خليل للوقوفِ على رأيِه في موضوعِ التكليف الحزبي، ولم يبدِ رئيسُ المجلسِ اعتراضاً على سيرِ حزبِ الله في التفاوضِ شريطةَ أن يبقى البحثُ تحتَ جَناحِ مبادرتِه المعلنة. على أنّ كلَّ هذا الدورانِ السياسيّ يَختصرُه الأمينُ العامُّ لحزبِ الله بالإصبعِ الشهيرةِ إذا أراد ومُختصرُ “السَّبّابة” المُفيد: أنّ على جبران باسيل طالما طلبَ افتاءَنا الخضوعُ لرأيِنا، ونُقطةْ على آخرِ السطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.