المنار: اسألوا دايفيد هيل الذي بشّرَ اللبنانيين بالأمسِ بالانفجارِ الكبير، انفجارٌ ذَخَّر له هيل ومعه ادواتُه كلَّ شيء، من حصارٍ وعقوباتٍ وتحكمٍ بالوضعِ المالي

سألت المنار في مقدمة نشرتها اينَ البنزين؟ ولماذا لا تزالُ الطوابيرُ تنمو وتكبُر؟ وقالت: استبدل اللبنانيون قصتَهم معَ ابريقِ الزيت بقصتِهم معَ صفيحةِ البنزين، وثبّتوها رقماً صعباً في طابورِ ازماتِهم اليوميةِ الذي يبدو انهُ باقٍ ويتمددُ بفعلِ فاعل. رُفِعَ سعرُ الصفيحةِ وتمَ تدفيعُ المواطنِ الثمن، وحضرت البواخرُ بقدرةِ قادرٍ واَفرغت حمولتَها في خزاناتِ الشركاتِ المعروفةِ والمعدودة، لكنْ اينَ البنزين؟ ولماذا لا تزالُ الطوابيرُ تنمو وتكبُر؟ سؤالٌ باتَ من الكبائرِ اِن وُجِّهَ للمعنيينَ من اجهزةٍ قضائيةٍ وامنيةٍ وادارية، نَسِيَت انها معنيةٌ عن الامنِ الاجتماعي بل السلمِ الاهلي، وهي كأنها استسلمت او سلّمت لهؤلاءِ المتحكمينَ بأعصابِ الناسِ ومصيرِهم، من شركاتِ الاحتكارِ النفطي – التي هي توأمٌ لاخواتِها في مختلفِ القطاعاتِ الحياتيةِ اليومية، ومرتبطةٌ بحبلِ السرةِ السياسي معَ نافذين .على الوعدِ يبقى اللبناني، و”ان لم تنتهِ الازمةُ الاثنينَ فالخميس”، هي لازمةُ المعنيينَ الضاربينَ لمواعيدِ عُرقوبٍ لحلِّ هذه المعضلةِ النفطيةِ المسيطرةِ على البنزين والمازوتِ والكهرباء. و”ان لم تكن الحجةُ سياسيةً فإدارية” لتهشيلِ كلِّ عروضِ الحلِّ التي تُعرضُ على لبنان، فالطرحُ الروسيُ الجديُ ما زالَ يقاومُ من اجلِ اثباتِ الحضور، والعرضُ الايرانيُ محاصرٌ بحقدِ بعضِ المعنيينَ على الشعبِ اللبناني قبلَ الدولةِ الايرانية، وامداداتُ النفطِ العراقي عالقةٌ عندَ مجهول. لكنْ كلُه معلوم، واسألوا دايفيد هيل الذي بشّرَ اللبنانيين بالأمسِ بالانفجارِ الكبير. انفجارٌ ذَخَّر له هيل ومعه ادواتُه كلَّ شيء، من حصارٍ وعقوباتٍ وتحكمٍ بالوضعِ المالي عبرَ حاكمِ المال، واستخدامِ كارتيلاتِ الاحتكارِ التي تعملُ في خدمةِ جشعِها المتقاطعِ معَ رغبةِ هيل وادارتِه. طبياً وخلافاً لرغبةِ اللبنانيين عادت كورونا لتخيمَ برعبِها على المشهدِ عبرَ متحورِها “دلتا الهندية” المعروفِ بسرعةِ انتشارِه، في وقتٍ اصابت تداعياتُ الازماتِ المحليةِ القطاعَ الصحيَ بكدماتٍ بليغةٍ ما سيُصَعِّبُ عليه مهمةَ مجابهةِ الموجةِ الجديدة، ولا بديلَ سوى رفعِ المسؤوليةِ الفرديةِ والجماعيةِ عندَ اللبنانيينَ لمواجهةِ السيناريو الاسوأ. ورغمَ كلِّ الوجعِ الذي يعانيهِ لبنانُ واللبنانيونَ فانَ مواجهةَ الازماتِ المتكدسةِ ما زالت ممكنةً واِن تدريجياً، لكنْ اِن صدَقت النوايا ورُتِبِّتَ الاولويات، واُولى الخطواتِ تشكيلُ حكومةٍ في الوقتِ الذي باتَ قاتلاً، والانظار تتطلع لرؤية رئيسِ الحكومة المكلف في بيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.