MTV: توجه السفيرتين الى السعودية لم يحرك الجمود الحكومي، لكنه جمّد في المقابل كل الاحتمالات المتعلقة في التشكيل والتي كانت في التداول

رأت MTV أن الدينامية التي ولّدها البابا فرنسيس في يوم الصلاة وما سبقه وما تلاه من دبلوماسية ناشطة في الكواليس والعواصم نجحت في تحريك مدمج لفرنسا والولايات المتحدة لنصرة لبنان، وقالت في مقدمة نشرتها: اليوم كان يوم لبنان في السعودية ويوم السعودية في لبنان، العنوان البراق ذاخر بالأمل بعدما زرع في رؤوس بعضنا فكرة أن لبنان سقط من اهتمامات السعودية، والسعودية اغتيل دورها في لبنان الى غير رجعة. أكثر من ذلك، لقد بلغ ورم الثقة في رؤوس البعض حد التصرف وكأن الجريمة الكاملة حصلت وتم محو لبنان الذي نعرفه عن رادارات العالم وسيق الى متاهات الشرق. لكن الدينامية التي ولّدها البابا فرنسيس في يوم الصلاة وما سبقه وما تلاه من دبلوماسية ناشطة في الكواليس والعواصم نجحت في تحريك مدمج لفرنسا والولايات المتحدة لنصرة لبنان، ولو رغما عن منظومته الخاطفة، وهذا تجلى في الكلام المباشر والقاسي الذي سمعه رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان حسان دياب من السفيرتين الفرنسية والاميركية وباقي السفراء الحاضرين في ذلك يوم المهين في السراي الذي انتهى بسفرهما الى السعودية طلباً للدعم والرعاية. والتوجه الى السعودية لم يأت من عبث، فقبل المساعدات العينية والمادية المطلوب من الرياض أمران: وقف انزلاق لبنان الى خارج الحضن العربي واعادة التوازن السياسي بين مقوماته الرئيسية والذي اختلى بفعل سطوة السلاح والانقلاب المتمادي على الطائف كميثاق عيش واحد وكدستور، والأهم كإعلان كوني لإنهاء الحرب وتثبيت نهائية لبنان كوطن متنوع عالمي النموذج والرسالة ينتمي بفخر الى الأسرتين العربية والدولية. كل ما تقدّم لقيت تفسيره الواضح والصريح في الاحتفال لمئوية العلاقات بين بكركي والمملكة العربية السعودية حيث شدد السفير البخاري على القيم المؤسسة للبنان الكبير في مئويته والتي تشكل سبب استمراره لمئات مقبلة. وقد رفض البخاري عبث البعض بانتماء لبنان العربي وميثاقه فإستعار من الدستور ابلغ مواده “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”، ومن الامام محمد مهدي شمس الدين رفضه مفهوم الاقليات الدينية في لبنان والعالم العربي ليخلص البخاري من هذا الى حتمية اعدام هرطقة ما يعرف بتحالف الأقليات. في المقابل، سمع البخاري من البطريرك الراعي المؤتمن على ارث الآباء المؤسسين، ما يفترض أن يسمعه من المنظومة من تعلّق بلبنان السيد الحر المنفتح المتنوع، وهي تمتنع عن ذلك مسايرة لأجندات خبيثة ومصالح خاصة. الاستنهاض الداخلي والاقليمي والدولي أثار غضب حزب الله فتعامل معه بعدائية لافتة لما تعد به من استرجاع للسيادة وعودة للبنان الى الحضن العربي. توازياً، توجه السفيرتين الى السعودية لم يحرك الجمود الحكومي، لكنه جمّد في المقابل كل الاحتمالات المتعلقة في التشكيل والتي كانت في التداول، ودفع منطقياً الرئيس المكلف الى انتظار نتائج الرحلة الى السعودية ليبن على الشيء مقتضاه. أمر واحد لم يتأثر به لبنان ولم يتفرمل، الانهيار المتسارع للأوضاع الصحية والمالية والاقتصادية والاجتماعية بعد ان جفت الخزانات وفرغت الخزائن والمستودعات على انواعها من كل شيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.