MTV: الى أين؟

رأت MTV أن كل الحسابات الوطنية سقطت عند صخرة العناد، وقالت في مقدمة نشرتها: لعقولنا البسيطة الساذجة، قلنا في انفسنا مش معقول الشعب جائع والناس يموتون والبلد يحترق بلا ماء ولا محروقات، الأطفال الرضع من دون حليب والعجزة يموتون، مش معقول ان لا يكون الرئيس المكلف والرئيس قد اخذا هذه الاوضاع المذرية بالاعتبار فيتراجع كل منهما قليلاً عن عناده تفادياً للأعظم الذي صار بيننا. بعقولنا البسيطة الساذجة قلنا في انفسنا الخائفة وبأنفاس مرتجفة مش معقول ان لا يستمع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية الى التحذيرات المنهمرة عليهما من رؤساء العالم ووزراء العالم وسفراء العالم بأن لبنان آيل الى الزوال، مش معقول أن يفوّتا الفرصة الذهبية المعروضة من مساعدات ومؤثرات دعم وانقاذ تنتشل لبنان مما هو فيه من كوارث، مش معقول ان لا يعيران اهمية للتحذيرات الدولية من حوادث أمنية وعقوبات ستحل بلبنان فيسرعان الى تشكيل حكومة موعودة ولو لم ترضي التشكيلة كل رغباتهما وحصصهما وغلوائهما للاستئثار بالثلث المعطل والوزارات المدهنة وحصص طائفتهما التي هي في الحقيقة حصصهما. لكن بكل أسف كل هذه الحسابات الوطنية سقطت عند صخرة العناد. نعم كأننا عشية 13 تشرين 1990، ميشال عون العسكري لم يتغير، يومها ظل يسقط المناشدات ويعلّي المراهنات حتى انهارت الجمهورية الأولى. وها التاريخ يعود، “قال شو” لقد تأمل العقلاء بأن الرئيس عون سيستغل الوضع ويلجأ الى القبول بالتشكيلة فيوقعها مع تدوين كل تحفظاته عنها ويحيلها الى المجلس النيابي لتخضع لإمتحان الثقة فيكون بذلك أعاد القيمة للدستور واستعادته دور رئيس كل السلطات وأنقذ البلد من الجحيم، ولكنه صدق مع نفسه ونهجه وطيّر الفرصة السانحة. أما الشريك اللدود الرئيس المكلّف، فبدا وكأنه لم يتعظ من الامثولات القاسية التي مرت عليه ولم يتعلّم التضحية بالقليل ليربح الكثير، ولا زالت التكتيكات اللعب التي ينتهجها هي هي لا تتغيّر ولا زال نزع الشباب يحرمه التعلّم حرف تدوير الزوايا، وها هو يتقلّب من زاوية حادة الى زاوية أكثر حدّة والنزيف يستنزفه ويستنزف البلد معه. من هنا، الى أين؟ لا تبصير في الأمر، حكومياً نحن ذاهبون الى فراغ في التكليف لعدم قبول أي سني من نادي رؤساء الحكومات السابقين كرة النار، إضافة الى استحالة تعويم حكومة تصريف الأعمال والخزينة قد فرغت من المال. اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وأمنياً ستدخل البلد كل المحظورات، فبعد خسارتها المال والاستقرار ها هي تخسر الآمال وتفوّت الآمال في فعل افتكارها الى الرجال الرجال. وعربياً ودولياً ستبتعد البعثات ويختفي المبعوثون ويتضاءل الاهتمام بلبنان الذي لا يهتم لنفسه، ولن يبقى في بحرنا وأجوائنا غير طائرات الشفقة وبواخر الرأفة تحمل الطحين والدواء، والكرم قد لا يدوم إن استمرت المنظومة تصدر الخيارات الى سوريا لحماية الدويلة. بئسكم، لقد خربتم لبنان وأذقتم شعبه الأمرين. الله يعين، نعم، ولكن الله يعينه عليكم وينجيه منكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.