صاروخ بولندا “الضال”… خبراء يحللون ما حدث

برأ الغرب روسيا من اتهامات إسقاط صاروخ بأراضي بولندا، كما رجح الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، أن يكون أطلقه نظام الدفاع الجوي الأوكراني، وليس هجوما روسيا متعمدا.

لكن وسط سيل من ردود الفعل الدولية حيال الحادث، شكك مسؤولين أوكرانيين، في تلك الرويات، حيث قال أليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني: “ننتظر من حلفائنا إمدادنا بالأسس التي استندوا عليها للتوصل إلى أن الصاروخ الذي سقط في بولندا أطلقته قواتنا”.

كما تصر كييف على وجود بصمات روسية في الحادثة، في وقت كشفت فيه مصادر غربية متطابقة عن معطيات جديدة تقاطعت جميعها عند تبرئة موسكو من الصاروخ.

ووفق خبراء عسكريون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإنه من المرجح أن يكون السبب هو الاعتراض الفاشل من الدفاعات الأوكرانية المتهالكة ما جعل الصاروخ ينطلق في اتجاه معاكس تجاه الأراضي البولندية.

واطلقت روسيا غارات بنحو 100 صاروخ، الثلاثاء، طالت مختلف مناطق أوكرانيا، في المقابل أطلقت أوكرانيا رشقات صاروخية مضادة لاعتراض الضربة الروسية.

ما تفاصيل هجوم الـ100 صاروخ؟
بيان وزارة الدفاع الأوكرانية، قال إن الهجوم الروسي تضمن:

• إطلاق نحو 100 صاروخ من بحر قزوين ومنطقة روستوف الروسية ومن البحر الأسود.
• 14 قاذفة استراتيجية من طراز “تو 95″ فوق بحر قزوين أطلقت 70 صاروخاً من طراز” كا إتش 555/101″.
• البحرية الروسية من البحر الأسود أطلقت 20 صاروخاً من طراز “كاليبر “.
• إطلاق 10 مسّيرات انتحارية من طراز “شاهد “136”و “شاهد 131”.
• الدفاعات الأوكرانية اعترضت 70 صاروخاً وجميع الدرونات.

ما هي الصواريخ التي طالت بولندا؟

وفق وسائل إعلام روسية وخبراء عسكريين، فإن تلك الصواريخ تنتمي لعائلة الصواريخ “5V55 “سوفيتية الصنع، وتخدم الجيل الأول من منظومة الصواريخ “S-300” التي تمتلكها كلا من روسيا وأوكرانيا.

لكن تم إيقاف تشغيل جميع أنظمة S-300PT الروسية بحلول عام 2008، وما زالت تعملان في أوكرانيا وبيلاروسيا، ومن أبرز مميزاتها:

• مداها نحو 47 كليو مترا.
• الطول: 7.25 متراً بقطر يصل إلى نصف متر.
• وزنها نحو 133 كليوغرام ولها رأس حربي.
• تصيب هدفاً يطير بسرعة 1100 متر في الثانية وعلى ارتفاع حتى 27 كيلومترا.

ماذا قال وزير الدفاع الأوكراني عقب الهجوم؟

وفور سقوط الصواريخ، علق وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، على موقعه في ” تويتر”، قائلا يجب أن نعزز الدفاعات الجوية الأوكرانية عن طريق :

• زيادة المساعدات الغربية من منظومات “ايرست” و”ناسامز”.
• استلام منظومات هوك و كروتال بكميات مناسبة.
• أن يتم تمرير قرار بنشر بطاريات الدفاع الجوي الصاروخي من طراز “سامب تي “.
• أن نتسلم درونات استطلاعي وهجومية ومنظومات دفاعية ضد الدرونات.

خطأ روسي أم أوكراني.. ماذا يقول الخبراء؟

يقول ضابط الدفاع الجوي السابق وعضو المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جوستاف جريسيل، إنه:

• منظومات الدفاع الجوي الأوروبية ومنها ما تسلمته أوكرانيا تم تطوريها لأسباب تسويقية للتصدير وليس لغرض استخدامها من أجل الجيوش الخاصة بها ما أثر بالسلب على دعم أوكرانيا بمنظومات حديثة.
• الدفاعات الأوكرانية تعاني من سوء كبير ومن الوراد أن يكون فشل التصدي للصاروخ أعاد مساره إلى الأراضي البولندية.
• على الرغم أن المنظومات الغربية أكثر تطورا من الشرقية إلا أن مساحة أوكرانيا الكبيرة تؤثر سلبا على تغطية هذه المنظومات الدفاعية فهناك الكثير من المواقع المراد حمايتها في ظل تواجد عدد غير كاف من المنظومات التي تدعم بعضها البعض.
• بطارية الدفاع الجوي الواحدة تستطيع حماية موقع واحد وهي ليست كافية في حاله مهاجمه الروس لردارات البطاريات.
• يتعين دعم أوكرانيا بمنظومات “سامب تي أو ميكا ” الفرنسية كاختيار ممتاز لهذه المعركة مع دعمها بمنظومات “أسبيد” الإسبانية وتجديد منظومة القيادة والسيطرة للأوكران ودعمها بالمزيد من وسائل الرصد الجوي.

أما الخبير العسكري البريطاني جاستن برونك، فيقول:

• بعد ظهور حطام الصاورخ، فإن شظيته تتسق مع قذيفة أرض -جو من فئة “5V55″.
• الدفاعات الأوكرانية” إس 300 بي” والروسية ” إس-300 بي إم يو ١/٢ ” تقومان بانتظام بعمليات اعتراض للصواريخ المتبادلة.
• روسيا تستخدم تلك الصواريخ الباليستية بطريقة مرتجلة لضربات أرضية لكن مداها هو 85 كلم فقط.
• من المحتمل أكثر أن تكون أوكرانيا أطلقت هذا الصاروخ لاعتراض أحد صواريخ الكروز أو الباليستية الروسية خلال الهجوم الأخير.
• لا يمكن دائماً التنبؤ بمسار الصاروخ بعد فشل الاعتراض.

ومن كندا، يقول الخبير العسكري مايك ميهالوفيتش ، إنه بالنظر لبقايا حطام الصاروخ يتضح أنه من نوع “5 في 55 “، مضيفا:
وحدهم الأوكرانيون من يمتلكون تلك الصواريخ.

• من الممكن أن يكون الصاروخ أخطأ هدفه بسبب قدم المنظومات الأوكرانية.
•من المحتمل إطلاقه بشكل عمدي في اتجاه محدد دون تحديد الهدف.

لكن شاشانك جوشي، محرر شؤون الدفاع في مجلة إيكونومست، فقال إن:

•”الصاروخ الضال” أمر سيئ للغاية.
• بشكل قاطع لا يعني سقوطه أنه هجوم مسلح متعمد.

أما الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور فيقول إن القوات الأوكرانية متورطة في الانفجار للاستفادة من الاستفزازات لاستدراج الناتو لمواجهة روسيا.

•روسيا تمتلك أسلحة فائقة الدقة ويتم استبعاد أي استهداف لأراضي بولندا.
• الحادث هو استفزاز تخطط له القوات الأوكرانية بهدف جر دول الناتو رسميا إلى النزاع في أوكرانيا.
•يمكن يكون تنفيذ الهجوم تم بصواريخ سوفيتية لا تزال في الخدمة مع القوات الأوكرانية.
• الدفاعات الجوية الأوكرانية متهالكة وقد يكون التصدي الفاشل للصاروخ غير مساره إلى بولندا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.