جنازة أسطورة كرة القدم بيليه بدأت وستستمر 24 ساعة

بدأت مراسم الجنازة المفتوحة التي تقام في البرازيل لأسطورة كرة القدم بيليه، الاثنين، والتي ستستمر لـ 24 ساعة في ملعب ناديه الاشهر سانتوس.

وشهد ملعب النادي الملقب بـ “بيكسي” – “السمكة” بالبرتغالية – والواقع على المحيط، تدفقًا هائلاً من المشجعين الذين حضروا لتكريم “ملك” كرة القدم، بعد وفاته عن 82 عامًا، الخميس، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

وعرض جثمان اللاعب الوحيد الفائز بكأس العالم ثلاث مرات في وسط الملعب.

سافر كارلوس موتا وابنه برناردو البالغ من العمر 12 عامًا أكثر من 500 كيلومترا من ريو دي جانيرو إلى سانتوس، وهي مدينة ساحلية جنوب شرق ولاية ساو باولو، من اجل تحية بيليه.

وقال موتا (59 عاما) لفرانس برس “تأثرت طفولتي كلها بما فعله بيليه للبرازيل بانتصاراته في كأس العالم. لقد كان رمزا وطنيا”.

وعلّق ابنه الصغير برناردو “لم أشاهد بيليه يلعب أبدًا، لكنني شاهدت مقاطع الفيديو. إنه أعظم لاعب مرّ على الإطلاق”.

وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جاني إنفانتينو ورئيس اتحاد اميركا الجنوبية للعبة أليخاندرو دومينغيز، من اوائل الذين قدموا تعازيهم في الجنازة المفتوحة.

وقال إنفانتينو “”نحن هنا بحزن شديد، بيليه أبدي. إنه رمز عالمي لكرة القدم”.

كما دعا رئيس فيفا من جميع دول العالم تسمية ملعب بإسم الأسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه وقال في هذا الصدد “سنطلب من كل دولة في العالم تسمية أحد ملاعبها لكرة القدم بإسم بيليه”.

يُعرف الاستاد الأبيض والأسود الذي يحتضن جنازة “الملك” باسم فيلا بيلميرو على اسم الحي الذي يقع فيه، ويتسع لـ16 ألف شخص.

في المدرجات، شوهدت ثلاث لافتات عملاقة الأحد، أحدها وُضع عليها صورة لبيليه وهو يرتدي القميص رقم 10 الشهير. كتب على أخرى عبارة “عاش الملك” وعلى الثالثة “بيليه 82 عامًا”.

وقال مسؤولون إن الدخول إلى الملعب سيسمح به حتى الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء.

بعد ذلك، سينطلق الموكب في شوارع سانتوس، وهي مدينة ساحلية على بعد 75 كيلومترًا (47 ميلًا) من عاصمة الولاية ساو باولو. سيمر موكب الجنازة في منزل والدة بيليه، سيليستي أرانتيس البالغة من العمر 100 عام، رغم عدم إدراكها بوفاة ابنها.

وقالت ماريا لوسيا دو ناسيمنتو، شقيقة بيليه، لشبكة “إي أس بي أن” الجمعة إن والدتها “لا تعرف. إنها ليست واعية”.

سينتهي الموكب عند مقبرة في سانتوس، حيث سيتم دفن بيليه في ضريح خاص.

إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو الذي أطلق عليه اسم بيليه لاحقا عند النجومية، وصفه الكثيرون من مشجعي كرة القدم بأنه أفضل لاعب في تاريخ اللعبة.

جذبت وفاته مئات الآلاف من الناس، حيث أقامت البرازيل حدادًا وطنيًا لمدة ثلاثة أيام.

سجل بيليه 1283 هدفًا في مسيرة استمرت 21 عامًا أحرز معظمها مع سانتوس.

أكاليل الزهور التي تركها معجبوه جلبت دفقة من الألوان إلى فيلا بيلميرو، التي تضم تمثالَين، أحدهما نصفي يُظهر وجهه وآخر كامل لمعجزة كرة القدم.

وحضر سيلفيو نيفيس سوزا، كهربائي من ساو باولو، الأحد لزيارة الملعب لأنه لن يتمكن من حضور الجنازة الرسمية.

وقال الرجل البالغ من العمر 54 عامًا “أنا متأكد من أن الكثير من الناس سيأتون إلى الملعب، ليس فقط كبار السن الذين رأوه يلعب، ولكن أيضًا الشباب”.

في أماكن أخرى من المدينة، تُزيّن لافتات وعليها وجه بيليه نصبًا تذكاريًا آخر أقيم له.

كتب على إحدى اللافتات “أحببت العالم والكرة عند قدماي”.

في مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في ريو دي جانيرو، ملصق عملاق عليه صورة بيليه يحمل كلمة “أبدي”.

وفي حفل تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الاحد، بدأ الحفل دقيقة صمت تخليداً لذكرى بيليه.

وقالت الشرطة العسكرية في ولاية ساو باولو، حيث حيّت الشاشات الرقيمة الموضوعة في الشوارع اللاعب التاريخي، انه سيكون هناك انتشار “قوي” لعناصرها تزامناً مع المناسبة.

سيتم تعزيز الأمن في مطار كونجونهاس في ساو باولو قبل الوصول المتوقع لحشود من الرياضيين والسياسيين وكبار الشخصيات والمشجعين لحضور الجنازة.

دخل بيليه مستشفى “ألبرت أينشتاين” لمدة شهر حتى وفاته في 29 كانون الاول/ديسمبر.

وروت شقيقته “كنا معه” في 21  كانون الأول/ديسمبر، مضيفة “كان الوضع هادئًا للغاية، وتحدثنا قليلاً، لكنني شعرت بالفعل أنه كان يشعر بذلك، وكان يعلم بالفعل أنه سيغادر”.

وُلد بيليه في 23 تشرين الاول/أكتوبر 1940، ونشأ وهو يبيع الفول السوداني في الشارع لمساعدة أسرته الفقيرة.

حصل على لقبه الشهير بعد أن كان ينطق بشكل خاطئ اسم “بيليه” – Bile، وهو اسم حارس مرمى في فاسكو دي ساو لورينسو، حيث لعب والده سابقًا.

انفجر بيليه على الساحة الكروية في سن الـ15، عندما بدأ اللعب بشكل احترافي مع سانتوس. في السابعة عشرة من عمره فقط، ساعد البرازيل على الفوز بكأس العالم عام 1958.

ثمّ توج أيضًا بالكأس الغالية في 1962 و1970.

كانت مشاركته المونديالية الأخيرة بمثابة ذروة مسيرته، حيث لعب دور البطل في منتخب يعتبره الكثيرون أعظم فريق في كل العصور.

كان بيليه في حالة صحية هشة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة. وظل نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان يشجّع البرازيل خلال كأس العالم 2022 في قطر وأعرب عن مواساته لمنتخب بلاده بعد إقصائه من الدور ربع النهائي قبل ثلاثة أسابيع فقط من وفاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.