زلزال يضرب معنويات المجتمع والجيش الاسرائيلي الّذي اعدم ثلاثة من جنوده رميا بالرصاص “بالخطأ”

أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أن قواته قتلت الجمعة ثلاث رهائن “عن طريق الخطأ” في غزة بعدما اعتقدت أنهم يشكلون “تهديدا”، معربا عن “الندم العميق على الحادث المأسوي” الذي أثار احتجاجات في تل أبيب.

وأفاد الجيش أن يوتام حاييم وألون شمريز وسامر الطلالقة قتلوا بالرصاص خلال عمليات في أحد أحياء قطاع غزة.

وكان الثلاثة من بين الذين أسرتهم حماس خلال الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 تشرين الأول وأسفر عن مقتل 1139 شخصا، إضافة إلى أسر نحو 240 شخصا، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري “خلال القتال في الشجاعية، حدد الجيش عن طريق الخطأ ثلاث أسرى إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدا. نتيجة لذلك، قامت القوات بإطلاق النار عليهم وقتلوا”، معربا عن “الندم العميق على الحادث المأسوي.

ونقلت جثثهم إلى إسرائيل وأكدت الفحوص أنهم حاييم وهو موسيقي والطلالقة وهو من البدو وعمره 25 عاما وشمريز البالغ 26 عاما.

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن أسفه “لمأساة لا تحتمل”، بينما وصف البيت الأبيض مقتل الرهائن الثلاث بأنه “خطأ مأسوي”.

ومع انتشار أنباء الحادث، تجمع مئات الأشخاص أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية في مدينة تل أبيب احتجاجا.

ولوح المتظاهرون بالأعلام الإسرائيلية ورفعوا لافتات تحمل صور بعض الأسرى الـ129 الذين لا يزالون محتجزين في غزة.

وكُتب على إحدى اللافتات “كل يوم يموت أسيرا”.

وشنت إسرائيل ردا على الهجوم الأسوأ في تاريخها عملية جوية وبرية على غزة، وتعهدت بالقضاء على حركة حماس التي تحكم القطاع وإعادة الأسرى وهو ما لم يحصل حتى الساعة.

وأعلنت حكومة حماس الجمعة أن 18 ألفا و800 فلسطيني قتلوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول الفائت في عمليّة ابادة جماعية يقوم بها الجيش الاسرائيلي بأمر من حكومة نتانياهو المتطرفة.

وفي تل أبيب، دعا أقارب الأسرى الحكومة إلى التوصل لاتفاق يسمح بإطلاق سراح المزيد من الأشخاص.

وقالت ميراف سفيرسكي شقيقة إيتاي سفيرسكي الذي تحتجزه حماس “أنا أموت من الخوف”، مضيفة “نطالب بالتوصل إلى اتفاق الآن”.

وفي تشرين الثاني، شهدت هدنة إنسانية موقتة بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة إطلاق سراح أكثر من 100 أسير مقابل إطلاق رهائن فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وذكر موقع أكسيوس الإخباري أن مدير الموساد ديفيد برنياع من المقرر أن يجتمع خلال نهاية هذا الأسبوع في دولة أوروبية مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وأضاف أن المسؤوليَن سيناقشان استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الأسرى المتبقين.

وفي قطاع غزة، استمر القتال العنيف، حيث قالت حركة حماس أنها نسفت منزلا يضم جنودا إسرائيليين في مدينة خان يونس الجنوبية.

وأعلنت قناة الجزيرة القطرية الجمعة مقتل مصورها في قطاع غزة سامر أبو دقة في قصف اسرائيلي، فيما أصيب مراسلها وائل الدحدوح الذي كان معه خلال تغطيتهما سقوط قتلى وجرحى إثر قصف اسرائيلي طال مدرسة وسط خان يونس.

واستشهد أكثر من 60 صحافيا وعاملا في مجال الإعلام منذ بداية الحرب، بحسب لجنة حماية الصحافيين.

وقال المراسل وائل الدحدوح من مستشفى ناصر بخان يونس “كنت اقوم بتغطية آثار غارة اسرائيلية أنا والمصور سامر ابو دقة وسط خان يونس بعدما سقط قتلى وجرحى. كان طاقم الدفاع المدني قد وصل قبلنا، وفي طريق عودتنا قامت مسيّرة اسرائيلية بإطلاق صاروخ أصبت بشظاياه في ذراعي اليمنى وفي خاصرتي”.

وفي ساعة مبكرة السبت أعلنت كتائب القسام عن “معارك ضارية” في جباليا شمال قطاع غزة، فيما أفاد شهود عن غارات جوية وقصف مدفعي مكثف عشوائي في خان يونس حيث تتركز المعارك في جنوب القطاع.

مساعدات ضئيلة
وتدعم الولايات المتحدة التي تقدم مساعدات عسكرية لإسرائيل بمليارات الدولارات حرب الابادة الجماعية ضد الفلسطينيين، لكنها أعربت عن قلقها المتزايد حيال أعداد الضحايا المدنيين حسب مزاعمها.

وفي واشنطن، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن اسرائيل مجددا لاتخاذ المزيد من الحذر.

وقال بايدن “أريدهم أن يركزوا على كيفية إنقاذ حياة المدنيين (…) وليس التوقف عن ملاحقة حماس، بل أن يكونوا أكثر حذرا”.

وزار مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان إسرائيل والضفة الغربية الجمعة لإيصال هذه الرسالة والتشديد على رغبة البيت الأبيض في إمكان تحول الهجوم “إلى عمليات أقل حدة” في “المستقبل القريب”.

وقال ساليفان للصحافيين في تل أبيب “لا نعتبر أنه من المنطقي أو من الصواب بالنسبة لإسرائيل أن تحتل غزة، أو تعيد احتلالها على المدى الطويل”.

وفي مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة سمحت إسرائيل الجمعة “موقتا” بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة مباشرة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين أراضيها والقطاع.

ويهدف قرار فتح معبر أبو سالم إلى تخفيف الازدحام عن معبر رفح على الحدود مع مصر، وهو حاليا نقطة الدخول الوحيدة للشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية والأدوية إلى قطاع غزة المحاصر وبمعدل أقل بكثير مما كانت عليه قبل بدء الحرب.

وقالت وكالات الإغاثة إن هذه الكميات لا تكفي لمساعدة ما يقدر بنحو 1,9 مليون من سكان غزة شردتهم الحرب.

ووصف ساليفان قرار إعادة فتح المعبر بأنه “خطوة مهمة”.

وأضاف أن الولايات المتحدة تأمل أن “يخفف هذا الافتتاح الجديد الازدحام ويساعد في تسهيل إيصال المساعدات المنقذة للحياة”.

ورحّبت منظمة الصحة العالمية بقرار إسرائيل السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر نقطة عبور ثانية، لكنّها دعت إلى أن تتمكّن الشاحنات من الوصول إلى كامل أراضي القطاع.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، للصحافيين في جنيف “هذه بالطبع أخبار جيدة للغاية”.

وانتقل ساليفان إلى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أكد أن قطاع غزة “جزء لا يتجزأ” من الدولة الفلسطينية، رافضا أي مخططات إسرائيلية محتملة لفصله.

وتتمتع السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس بسيطرة إدارية جزئية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل لكنها لا تحظى بشعبية كبيرة لدى الفلسطينيين.

ومع ذلك، لا تزال واشنطن تأمل في أن تدفع مجددا نحو حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما يعارضه نتانياهو بشدة، كما أن الحرب الدائرة يبدو انها تبعد اي افق لاتفاق سلام.

وفي القدس، وللمرة الأولى منذ أسابيع، دوت صفارات الإنذار للتحذير من سقوط صواريخ. وقال الجيش الإسرائيلي إن السكان احتموا في أماكن آمنة والصواريخ جميعها سقطت في أرض مفتوحة أو اعترضتها الدفاعات الجوية.

وحضّت دول منضوية في الاتحاد الأوروبي، إضافة الى أستراليا وكندا والنروج والمملكة المتحدة وسويسرا، إسرائيل على “اتخاذ إجراءات ملموسة لوضع حدّ لعنف المستوطنين غير المسبوق في الضفة الغربية المحتلة”.

وقال البيان المشترك الذي وقعته وزارات الخارجية في الدول المذكورة، “منذ بداية تشرين الأول، نفّذ المستوطنون أكثر من 343 اعتداءً عنيفاً، قُتل فيها ثمانية مدنيين فلسطينيين، وأصيب أكثر من 83 آخرين، كما أُجبر أكثر من 1026 فلسطينياً على مغادرة منازلهم”.

وأعلن الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية تعليق عمل مجموعة من عناصرها لاعتدائهم بالضرب على صحافي من وكالة الأناضول التركيّة بينما كان يحاول التقاط صور لفلسطينيين خلال اداء الصلاة في القدس الشرقية.

اضطراب الملاحة في البحر الأحمر
وأعلنت شركتا “ميرسك” الدنماركية و”هاباغ-لويد” الألمانية للنقل البحري الجمعة تعليق مرور سفنهما في البحر الأحمر، في ظل هجمات ينفذها الحوثيون في اليمن على خلفية الحرب في غزة.

وهاجم الحوثيون في اليمن سفينة شحن في البحر الأحمر الجمعة، مما أدى إلى نشوب حريق على سطحها، وهو الأحدث في سلسلة من الهجمات شبه اليومية في الممر المائي الحيوي تجاريا.

وفي وقت سابق، أعلن الحوثيون استهداف سفينتي حاويات قبالة سواحل اليمن كانتا متجهتين الى إسرائيل هما إم إس سي ألانيا وإم إس سي بالاتيوم.

وأكدت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” أن “طائرة مسيّرة” استهدفت سفينة الجسرة ما تسبب في نشوب حريق على متنها تم إخماده بنجاح.

وأضافت سنتكوم أن السفينة آلانيا تعرضت للتهديد فقط ولكن لم يتم قصفها، بينما أصيبت بالاتيوم بواحد من صاروخين أطلقا باتجاهها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.