اسرائيل تكثف علمياتها العسكرية في حرب الابادة على غزّة

تعرض قطاع غزة اليوم لعمليات قصف جديدة مع إعلان إسرائيل تكثيفا جديدا للقتال ضد حركة حماس رغم الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار والخسائر البشرية المدنية الفادحة في القطاع الفلسطيني المحاصر.

الضربات الإسرائيلية تواصلت خلال الليل خصوصا على خان يونس ورفح المجاورة عند الحدود مع مصر حيث يقيم عشرات آلاف النازحين في خيم.

ونقلت جثث نحو 30 ضحية سقطوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى مستشفى ناصر في خان يونس على ما أفادت وزارة الصحة في حكومة حماس، التي أعلنت عن ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 20915 قتيلا وزهاء 55 ألف جريح، في اليوم  الواحد والثمانين للحرب.

كما أعلنت شركة الاتصالات بعد الظهر عن انقطاع كامل لخدمات الاتصالات والانترنت في القطاع من جديد.

بدأت حملة الابادة الإسرائيلية للفلسطينيين في قطاع غزة،  بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من تشرين الأول داخل أراضي الدولة العبرية وأُسر خلاله حوالي 250 شخصا، لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة، وفق الأرقام الإسرائيلية.

“شهادات مروعة”

ذكر الجيش الإٍسرائيلي أنه ضرب في الساعات الـ24 الماضية مئة هدف لحركة حماس زعم أن بينها “فتحات انفاق ومنشآت ومواقع عسكرية تستخدم لشن هجمات على الجنود في قطاع غزة” بما يشمل جباليا في شمال قطاع غزة وخان يونس.

ونشر الجيش صوراً لجنود اسرائيليين ترافقهم دبابات، وهم يتقدمون سيراً على الأقدام بين الأنقاض المغبرة، بينما يسمع أزيز الرصاص.

ونشرت حماس لقطات تظهر مقاتلين يطلقون النار ويفجرون دبّابة إسرائيلية. وتظهر صور لوكالة فرانس برس التقطت في حي تل الهوى المدمّر في مدينة غزة، وقد تحول إلى أكوام من الأنقاض والدمار المحترق إلى جانب الغرف المدمرة في مستشفى القدس، الذي حاصره الجيش في تشرين الثاني.

ويقول رجل “الدمار كبير جداً وكل السكان نزحوا إلى الجنوب. الله يعين الأهالي على تجاوز ما حل بهم من مصائب”.

وأكد رئيس حكومة الحرب الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الاثنين بعدما زار غزة “لن نتوقف \سنكثف القتال في الأيام المقبلة. ستكون الحرب طويلة”.

وفي مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” حدّد نتانياهو ثلاثة “شروط مسبقة” لتحقيق السلام.

وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقاله “يجب تدمير حماس، ويجب نزع سلاح غزة، ويجب استئصال التطرّف من المجتمع الفلسطيني”.

وصباح الثلاثاء أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عنصرين في صفوفه لترتفع إلى 158 حصيلة الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم البري في قطاع غزة في 27 تشرين الأول.

وقال أحد الناجين أبو البراء الثلاثاء وسط أنقاض منزل دمره القصف في رفح، إن إسرائيل “تدعي أن هناك مناطق مأهولة أو مناطق آمنة، لكن هذا الهجوم يناقض ادعاءاتها وأكاذيبها”. وأضاف ان مخيمات رفح للاجئين “تؤوي عشرات الآلاف من المواطنين المسالمين، لذا لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة”.

ونقلت منظمة الصحّة العالمية شهادات “مروّعة” عن قصف مخيّم المغازي للاجئين الفلسطينيين في وسط غزة، مشيرة إلى أنّ هذه الروايات جمعتها طواقمها من “مستشفى الأقصى” الذي نُقل إليه ضحايا هذا القصف الإسرائيلي الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غبرييسوس في منشور على منصّة “إكس” إنّ “هذه الضربة الأخيرة تظهر ضرورة وقف إطلاق النار فورا”.

وأدت الضربة على مخيم المغازي إلى سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلا بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه “يتحقق من الحادث”.

ضربات أميركية في العراق

لم يشهد وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ارتفاعا ملحوظا رغم اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارا الجمعة يطالب بنقل المساعدات “فورا وعلى نطاق واسع”.

وقال تيدروس الثلاثاء إن الجهود الإنسانية “لا تقترب من تلبية احتياجات سكان غزة”.

في اسرائيل، تتواصل الضغوط للافراج عن الاسرى. وأطلقت عائلاتهم في قطاع غزة صيحات استهجان ضد رئيس الوزراء أثناء إلقائه خطاباً في الكنيست الإثنين.

وردّد أقارب الأسرى الذين حملوا لافتات وصورا لأبنائهم “الآن! الآن!” ردا على قوله إن الجيش يحتاج إلى “المزيد من الوقت” لاستكمال العملية العسكرية.

ومساء الإثنين، تظاهرت عائلات الاسرى أمام وزارة الدفاع في تل أبيب.

وتشترط حركة حماس وقف القتال قبل بدء مفاوضات جديدة للإفراج عن أسرى جدد.

وعلى الرغم من مواقف طرفي النزاع المتشدّدة، لا يزال الوسطاء المصريون والقطريون يحاولون التفاوض على هدنة جديدة، بعد هدنة أولى دامت أسبوعا في نهاية تشرين الثاني أتاحت الإفراج عن 105 و240 أسيرا فلسطينياً بالإضافة إلى إدخال قوافل مساعدات إنسانية أكبر إلى غزة.

وثمة مخاوف كبيرة من توسع نطاق القتال على الصعيد الإقليمي، مع تبادل شبه يومي للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عند الحدود بين الدولة العبرية ولبنان وهجمات المتمردين الحوثيين على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب.

وكثرت الهجمات المنسوبة إلى فصائل موالية لإيران على القوات الأميركية في العرق وسوريا.

والثلاثاء أعلنت الولايات المتحدة أنها شنت ضربات جوية على ثلاثة مواقع تستخدمها فصائل موالية لإيران في العراق.

وندّدت الحكومة العراقية “بفعل عدائي واضح”  أدى إلى مقتل عنصر على الأقلّ من فصيل عراقي في الحشد الشعبي وإصابة 18 شخصا بينهم مدنيون.

والإثنين اتّهمت طهران إسرائيل بقتل أحد قادة فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بضربة على منطقة السيدة زينب قرب دمشق.

وقتل “الجنرال السيد رضي موسوي، أحد المستشارين الأكثر خبرة” في فيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، في “هجوم صاروخي” إسرائيلي في دمشق، بحسب الإعلام الرسمي الإيراني.

ولم يصدر تعليق على الفور من إسرائيل، واكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول “لا نعلّق على تقارير إعلامية أجنبيّة”.

أما حزب الله فأكد في بيان “نعتبر هذا الاغتيال اعتداءً صارخاً ووقحاً وتجاوزاً للحدود”.

وأكد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أن إسرائيل “ستدفع ثمن هذه الجريمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.