الاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة على كل من غزّة ولبنان وسوريا تجعل المنطقة على فوهة بركان

تزايدت المخاوف من توسّع رقعة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة عبر المنطقة بعد الهجومين في لبنان والعراق والانفجارين في إيران، لكن خبراء يقولون إنه من غير المرجح نشوب صراع أوسع في الوقت الحالي.

ماذا حصل؟
بعد قرابة ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، تصاعدت التوترات في المنطقة.

أعلن لبنان وحماس ومسؤول أميركي أن إسرائيل كانت وراء غارة جوية أسفرت عن مقتل القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري (57 عاما) في معقل حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء.

لكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن اغتيال العاروري، وهو أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية المحتلة، لكنها اتهمته بتدبير العديد من الهجمات.

بدورها، حمّلت إيران الداعمة لحماس وحزب الله، إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية انفجارين أسفرا الأربعاء عن مقتل 84 شخصا على الأقل في ذكرى مقتل اللواء قاسم سليماني قبل أربع سنوات بغارة أميركية في العراق.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن “الولايات المتحدة ليست ضالعة في أي حال من الاحوال (في التفجيرين)، وأي قول يعاكس ذلك هو أمر سخيف”.

في غضون ذلك، حمّل العراق والحشد الشعبي الولايات المتحدة مسؤولية “قصف أميركي” أدى إلى مقتل أحد القادة العسكريين في الفصيل، في بغداد الخميس.

وأودى الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023 بنحو 1140 شخصا، وفق حصيلة لفرانس برس تستند الى بيانات رسميّة. كما أخذ نحو 250 شخصا كأسرى، لا يزال 129 منهم في قطاع غزة، بحسب أرقام الجيش الإسرائيلي.

وترد إسرائيل منذ ذلك الحين بابادة جماعية بقصف مدمّر وعنيف يترافق منذ 27 تشرين الأول مع هجوم بري، ما أدى الى مقتل 22438 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

حرب مع لبنان؟
صالح العاروري هو أبرز شخصية في حماس تقتل منذ 7 تشرين الأول.

وإذا كانت إسرائيل وراء الهجوم، سيكون ذلك أول هجوم من نوعه على بيروت منذ الحرب التي استمرت شهرا بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 والتي دُمّرت خلالها مساحات شاسعة من جنوب لبنان وأودت بحياة 1200 لبناني معظمهم مدنيون و160 إسرائيليا معظمهم جنود.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية خانقة فيما أدّى الجمود السياسي إلى توقف المساعدات الدوليّة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي الثلاثاء بعد مقتل العاروري إن قواته “في حالة تأهب (…) دفاعا وهجوما. نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات”.

من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مارك ريغيف إن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال، مؤكدا في الوقت نفسه أن ذلك لم يكن “هجوما على الدولة اللبنانيّة” أو حزب الله.

وحذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء إسرائيل من شنّ حرب على لبنان، مؤكدا أن قتال الحزب حينها سيكون “بلا ضوابط” مضيفا أنه “اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته”، مشددا على أنه “لن يمر من دون رد وعقاب”.

وقال كريم البيطار، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت إن الهجوم “مثير للقلق”.

وأوضح “حتى لو لم تكن إيران أو حزب الله أو إسرائيل تريد حربا مفتوحة، فإن الحسابات الخاطئة وعمليات انتقامية غير مدروسة جيدا قد تؤدّي إلى تفجير الوضع”.

من جهتها، قالت الأستاذة في جامعة كارديف البريطانية والخبيرة في شؤون حزب الله أمل سعد “سيكون على حزب الله الرد بطريقة… تحذّر إسرائيل من عدم تكرار ذلك”.

وأضافت “لكنه لا يستطيع الرد بطريقة لا تترك لإسرائيل من خيار سوى شنّ حرب شاملة” مشيرة إلى أنه سيتعيّن على حزب الله أيضا تعزيز الأمن لمسؤولي حماس الآخرين الموجودين في بيروت.

وقالت مهى يحيى من مركز كارنيغي للشرق الأوسط “لا أعتقد أن حزب الله ستكون لديه رغبة في جرّ لبنان إلى نزاع كبير في هذه اللحظة والتوقيت بالتحديد نظرا إلى الوضع الإقليمي”.

صراع إقليمي؟
وقال فابريس بالانش، مدير البحوث في جامعة ليون، إنه من غير المحتمل اندلاع حرب إقليمية.

وأضاف “الإيرانيون لا يريدون مواجهة مع إسرائيل، وكذلك حزب الله، لأنهم يعرفون أنهم سيكونون في موقف دفاعي”.

وأوضح “إذا تعرضت إسرائيل لهجوم صاروخي فإن الأميركيين سيردّون”.

وبدلا من ذلك، من المرجّح أن تكتفي إيران بالردّ من خلال مواصلة عرقلة التجارة البحريّة في البحر الأحمر، وفقا لبالانش.

وشنّ المتمردون الحوثيون في اليمن المتحالفون مع إيران أكثر من 20 هجوما على سفن تجارية حول المضيق الجنوبي للبحر الأحمر عند باب المندب ما أدى إلى عرقلة الشحن في ممر مائي يمر عبره 12 في المئة من التجارة العالمية.

وقال بالانش “يجب على الإيرانيين الرد، لكن ليس بشكل مباشر… إغلاق باب المندب مكلف جدا”  للذين يستخدمون هذا الطريق الاستراتيجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.