جبران باسيل: وجود أكثر من مليون نازح على الأراضي اللبنانية يشكل احتلالا ديمغرافيا

في كلمة له خلال المؤتمر التنظيمي السنوي، أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أن لبنان يواجه خطرًا وجوديًا بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية جديدة وصمت المجتمع الدولي عن هذه الانتهاكات. وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 لم يوقفا المشروع التوسعي الإسرائيلي، معتبرًا أن الحل يكمن في اتخاذ قرار وطني حرّ.

وشدد باسيل على أهمية القرار الوطني الحرّ كمفتاح لمعالجة الملفات الكبرى التي تهدد استقرار لبنان. فهو السبيل لوضع خطط فعالة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم ورفض التوطين ليس كشعار بل كخطة عملية تعتمد على نقاط القوة اللبنانية. كما رأى أن هذا القرار يسمح للبنان بتحقيق سياسة خارجية محايدة تحمي مصالحه ومقدراته، وسياسة داخلية تحافظ على هويته وكيانه.

وفيما يتعلق بموضوع السلاح، أكد باسيل ضرورة التعامل مع هذا الملف بحس سيادي مسؤول، بحيث تحتكر الدولة وحدها الحق في حمل السلاح وتسطير سيطرتها على كامل أراضيها. وأشار إلى أن السلاح يجب أن يكون أداة دفاع عن لبنان في حال تعرضه للعدوان الإسرائيلي، وليس أداة للصراعات الداخلية.

على الصعيد الاقتصادي، دعا باسيل إلى استخراج النفط والغاز اللبناني دون انتظار إذن خارجي، والتغلب على العقبات الداخلية المصطنعة. وأكد أن الإصلاحات الاقتصادية يجب أن تكون نابعة من الداخل وليس نتيجة ضغوط خارجية، مشيرًا إلى أن قرار التيار بعدم المشاركة في الحكومة جاء لتحصين حرية القرار الوطني ومنع التبعية.

وأوضح باسيل أن المعارضة ليست مجرد رفض أو تعطيل، بل هي دور بناء يهدف إلى مراقبة عمل الحكومة وتصحيح الأخطاء. وقال: “المعارضة تكون حافزًا للحكومة والعهد للنجاح، لأنها تراقب، تسائل، تحذر، وتصحح”. وأعلن عن إنشاء “حكومة ظل” لمتابعة أداء الوزارات بشكل موضوعي وتقديم الدعم والنقد عند الحاجة.

وجاءت كلمته أيضًا لتوجيه رسالة إلى الأطراف السياسية الأخرى، داعيًا إياهم إلى الخروج من دائرة الحقد السياسي الذي أدى إلى إفشال لبنان في الماضي. وشدد على ضرورة التعاون لإنقاذ الدولة من الانهيار، محذرًا من مخاطر الفتنة الطائفية والتناحر الإقليمي الذي قد يحوّل لبنان إلى ساحة صراع.

وفي ملف النازحين السوريين، اعتبر باسيل أن وجود أكثر من مليون نازح على الأراضي اللبنانية يشكل “احتلالًا ديمغرافيًا”، خاصة في ظل غياب أسباب شرعية لبقائهم. وطالب بخروج النازحين فورًا، مؤكدًا أن التيار الوطني الحر لن يقف مكتوف الأيدي أمام المؤامرة الدولية التي تسعى إلى توطينهم في لبنان.

ختامًا، قال باسيل: “نحن ضد سوريا عندما كانت في لبنان، وصرنا معها عندما خرجت. وأنتم كنتم معها عندما كانت هنا، وأصبحتم ضدها بعد خروجها”. واستخدم هذا المثال ليؤكد أهمية اتخاذ قرارات وطنية مستقلة تحمي مصلحة لبنان بعيدًا عن الأجندات الخارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.