مقترح أميركي ينهي حرب غزة بين ترحيب عربي وتبنّي نتنياهو

رحبت دول عربية وإسلامية بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مقترح لإنهاء الحرب في قطاع غزة، فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المقترح يلبي أهداف الحرب التى وضعتها الحكومة الإسرائيلية، في حين أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن المقترح سبق طرحه منذ عام ونصف.

وأعلن ترامب، في مؤتمر صحفي مشترك أمس (الاثنين)، إن نتنياهو، وافق على خطة من ٢٠ نقطة اقترحتها إدارة ترامب بهدف إنهاء الحرب في غزة، وذلك عقب محادثاتهما في البيت الأبيض، ودعا ترامب حركة حماس إلى قبول شروط مقترح السلام.

وأعلن البيت الأبيض، في بيان، عن خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، مشيرا إلى أنه إذا اتفق الجانبان (إسرائيل وحماس) على الخطة فإن حرب غزة ستنتهي على الفور، وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها استعدادا لإطلاق سراح الرهائن.

ووفق الخطة، فإنه بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن في غزة، ستفرج إسرائيل عن ٢٥٠ فلسطينياً يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، و١٧٠٠ مواطن من غزة اعتقلوا بعد بدء الحرب في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.

وبموجب الخطة، “لن يتم إجبار أحد على مغادرة غزة”، في حين “سيتم توفير ممر آمن لأعضاء حماس الراغبين في مغادرة غزة إلى دول أخرى”.

وتؤكد الخطة أن “غزة ستكون منطقة منزوعة السلاح وخالية من الإرهاب، وأن عناصر حماس الذين يقبلون العيش السلمي وتسليم السلاح يُمنحون عفوا، ومن يرغب بالمغادرة يُسمح له بالخروج الآمن، وإدارة غزة بمرحلة انتقالية عبر لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تحت إشراف هيئة دولية جديدة باسم (مجلس السلام) برئاسة ترامب”. — ترحيب عربي وإسلامي

وأفاد بيان مشترك، نشرته وزارة الخارجية المصرية على صفحتها الرسمية بموقع ((فيسبوك))، بأن وزراء خارجية كل من مصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر “يرحبون بإعلان الرئيس ترامب عن مقترحه الذي يتضمن إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وكذلك إعلانه بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية”.

وأكد الوزراء، “استعدادهم للتعاون بشكل إيجابي وبنّاء مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لإتمام الاتفاق وضمان تنفيذه، بما يضمن السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة”.

كما أكدوا “التزامهم المشترك بالعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة من خلال اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع دون قيود، وعدم تهجير الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن، وإنشاء آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإعادة إعمار غزة، وتكريس مسار للسلام العادل على أساس حل الدولتين، يتم بموجبه توحيد غزة بشكل كامل مع الضفة الغربية في دولة فلسطينية وفقاً للقانون الدولي باعتبار ذلك مفتاحاً لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين”.

على صعيد متصل، أعربت الرئاسة الفلسطينية عن ترحيبها بالمقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وأكدت استعدادها للانخراط الإيجابي والبنّاء مع الأطراف كافة من أجل تحقيق السلام.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) “تؤكد دولة فلسطين استعدادها للانخراط الإيجابي والبنّاء مع الولايات المتحدة والأطراف كافة من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة”.

وجددت الرئاسة الفلسطينية في البيان التزامها بالعمل مع الولايات المتحدة ودول المنطقة والشركاء لإنهاء الحرب على غزة من خلال اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع، والإفراج عن الرهائن والأسرى، وإرساء آليات تحمي الشعب الفلسطيني وتكفل احترام وقف إطلاق النار والأمن للطرفين، وتمنع ضم الأرض وتهجير الفلسطينيين، وتوقف الأعمال الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، وتفرج عن أموال الضرائب الفلسطينية، وتقود إلى انسحاب إسرائيلي كامل، وتوحيد الأرض والمؤسسات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وإنهاء الاحتلال، بما يفتح الطريق أمام سلام عادل على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل في أمن وسلام وحسن جوار، وفق الشرعية الدولية. — وصفة لتفجير المنطقة

واعتبر أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في قطاع غزة “وصفة لتفجير المنطقة”.

وقال النخالة في بيان “إن ما تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو، هو اتفاق أمريكي إسرائيلي، وهو تعبير عن موقف إسرائيل بالكامل، وهو وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني”.

وأضاف أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الحليف الرئيسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن إسرائيل بهذا تحاول أن تفرض عبر الولايات المتحدة ما لم تستطع تحقيقه بالحرب، لذلك نحن نعتبر الإعلان الأمريكي الإسرائيلي “وصفة لتفجير المنطقة”.

— نتنياهو يوافق ولابيد المقترح سبق طرحه

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على خطة من ٢٠ نقطة اقترحتها إدارة ترامب بهدف إنهاء الصراع في غزة، وذلك عقب محادثاتهما في البيت الأبيض.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض، ذكر ترامب “أود أيضا أن أشكر رئيس الوزراء نتنياهو على موافقته على الخطة وعلى ثقته بأنه إذا عملنا معا، يمكننا وضع حد للموت والدمار الذي شهدناه لسنوات وعقود، بل وقرون، وبدء فصل جديد من الأمن والسلام والازدهار للمنطقة بأكملها”.

كما دعا ترامب حركة حماس إلى قبول شروط مقترح السلام.

وقال ترامب “لقد لاقت قبولا من الجميع، لكن يراودني الشعور أننا سنظفر برد إيجابي”، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه في حال موافقة حماس، فإن الخطة تقتضي إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين خلال ٧٢ ساعة.

من جانبه، أعرب نتنياهو عن دعمه للخطة، قائلا إنها تلبي الأهداف العسكرية الرئيسية لإسرائيل.

وأوضح نتنياهو “أؤيد خطتكم لإنهاء الحرب في غزة، والتي تحقق أهداف حربنا. ستعيد هذه الخطة جميع رهائننا إلى إسرائيل، وتفكك القدرات العسكرية لحماس وحكمها السياسي، وتضمن ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مجددا”.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لم يوافق على إقامة دولة فلسطينية، مشددا على أن هذا ليس مكتوبا بالاتفاق.

وعلى الجانب الأخر، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن مقترح السلام سبق وأن طرح منذ عام ونصف، لمشيرا في الوقت نفسه إلى أنه كان يمكن إنقاذ المخطوفين والجنود وآلاف الجرحى. — مصر وقطر تسلمان حماس المقترح

سلمت مصر وقطر، المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي أكدت أنها ستقوم بدراسة المقترح بـ “إيجابية وموضوعية”، وفق ما إعلام مصري ومصدر في حماس.

ونقلت قناة ((القاهرة الإخبارية)) المصرية الفضائية عن مصدر أمني مسؤول قوله إن “مصر وقطر سلمتا حركة حماس المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار بغزة، وأكدت الحركة قيامها بدراسة المقترح بإيجابية وموضوعية”.

من جانبها، قالت مصادر مطلعة مصرية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن وفدا مصريا توجه أمس إلى قطر من أجل تسليم قادة حركة حماس مقترح ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، وانتظار الرد لتسليمه للجانبين الأمريكي والإسرائيلي.

وأوضحت المصادر أن مصر وأطرافا عربية أخرى أدخلت بعض التعديلات على المقترح الأمريكي قبل تسليمه لحماس في الدوحة.

من جهته، قال مصدر في حركة حماس، إن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية محمود رشاد، عقدا اجتماعا مع فريق التفاوض التابع للحركة في العاصمة القطرية الدوحة، وسلما له الخطة الأمريكية.

وأكد المصدر أن وفد حماس أبلغ الوسطاء أنه سيدرس المقترح “بنية صادقة” قبل تقديم رده الرسمي.

وتشن إسرائيل حربا واسعة ضد حركة حماس في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من ١٢٠٠ شخص واحتجاز رهائن.

فيما أودت الحرب بحياة أكثر من ٦٦ ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة ومجاعة في القطاع المحاصر.

شينخوا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

كليك اف ام - بث مباشر 🔴

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.