جريدة الشرق الأوسط : الحريري على موقفه

كتبت صحيفة “الشرق الأوسط ” تقول : كشفت أوساط مراقبة لمشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لـ”الشرق الأوسط” أنه ‏‏”لا فيتو دولياً” على تطعيم حكومة التكنوقراط بوجوه سياسية غير مستفزة من الوزن ‏الخفيف، نافية أن يكون هناك أي موقف معارض، سواء من الدول الأوروبية أو الولايات ‏المتحدة، لصيغة مشابهة‎.

وفعّلت الأطراف السياسية مشاوراتها للتوصل إلى صيغة جديدة لتشكيل حكومة، مدفوعة ‏بمفاعيل اجتماع باريس، الذي يُعقد اليوم في العاصمة الفرنسية لمساعدة لبنان، ولا يمكن ‏أن تُنفذ قراراته من دون وجود حكومة، لتكون الإطار الشرعي والقانوني لتنفيذ ‏القرارات‎.

وقالت مصادر متابعة للاجتماع لـ”الشرق الأوسط” إنه سيبعث رسالة واضحة إلى ‏اللبنانيين بأن حل الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلاد، هو بيد اللبنانيين، ‏وسيحثهم على تشكيل حكومة تنفذ قراراته للخروج من الأزمة. وسيجري التأكيد على ‏مساعدة لبنان انطلاقاً من تشكيل حكومة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار التزامها ‏بالإصلاحات الإدارية والمالية التي تعهدت فيها أمام مؤتمر سيدر، الذي يساعد لبنان ‏للنهوض من أزماته الاقتصادية‎.

وتكثفت أمس الاتصالات اللبنانية، وبقيت المشاورات بعيدة عن الأضواء، لوضع إطار ‏جديد للتفاهم على تشكيل حكومة، وسط إصرار الرئيس سعد الحريري على موقفه على ‏ترؤس حكومة إنقاذية من الاختصاصيين، تلبي طموحات اللبنانيين وتقنع المجتمع الدولي ‏بتقديم الدعم العاجل لمواجهة الأزمة‎.

وفي مقابل هذا التحرك، وضعت مصادر مواكبة للتطورات الخيارات المتاحة في 3 ‏خيارات، أولها تفعيل حكومة تصريف الأعمال، وهو أمر مستبعد في ظل الضغوط ‏الاقتصادية والتحديات التي تواجه البلاد، وثانيها حكومة مواجهة من لون واحد، وهو ما ‏يرفضه الثنائي الشيعي (حركة أمل و”حزب الله”) بشكل كامل، من منطلق أن هذا الشكل ‏من الحكومة لا يمكن أن ينهض بلبنان من أزماته الراهنة، والثالث وهو الخيار الأكثر ‏احتمالاً تشكيل حكومة من الاختصاصيين مطعّمة بوجوه سياسية لا تحمل حقائب ‏وزارية، ولا تتضمن أسماء مستفزة، رغم إصرار الحريري على موقفه. وقالت المصادر ‏إن هذا الشكل من الحكومة التي لا تتضمن وجوهاً سياسية بارزة من الصف الحزبي ‏الأول، يمكن أن يسهل تسويقها عربياً وفي المجتمع الدولي. في هذا الوقت، أشار مستشار ‏رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، إلى أن “كل الأفق والخيارات مسدودة ‏حكومياً”، وانتقد في حديث إذاعي المماطلة بالاستشارات النيابية الملزمة، وقال: ‏‏”مسؤولية رئيس الجمهورية أن يطبق الدستور وأن يضع الكتل النيابية أمام مسؤوليتها، ‏وليس أن يحاول أن يدخل في عملية التأليف قبل التكليف‎”.

وأوضح أنه “كلما تأخرنا، كلما زادت التعقيدات والمصاعب، وكل الخيارات والآفاق ‏مسدودة بحكم الدخول المسبق في عملية تحديد هوية وتركيبة الحكومة‎”.‎

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.