مصادر “الجريدة”: لولا حكمة الجيش اللبناني لكان قطّاع الطرق من “القوّات” تسببوا في ما لا يُحمد عقباه

علمت” الجريدة” ان رئيس حزب ” القوات اللبنانية” سمير جعجع جمع المسؤولين الامنيين في حزبه ومسؤولي التعبئة والاعلام، وطلب اليهم الاستنفار لمواكبة اليوم الانتخابي الطويل الذي حدد لاقتراع السوريين في سفارتهم لاختيار رئيس للجمهورية العربية السورية اول من أمس. وقد رأى في هذا الحدث مناسبة ليؤكد انه المسيحي الاقوى على الارض، واستثارة العصب، والاستدراج الى المواجهة، وذلك للخروج من عقدة الاتهامات التي طاولته عندما دعا حزبه الى فتح الحدود امام النازحين السوريين، وادانة مواقف “التيار الوطني الحر” الرافضة لدخول النازحين السوريين الى لبنان.
وفي الاجتماع طالب جعجع بانزال عشرات العناصر المدرّبين على الضرب والقمع والتظاهر وقطع الطرق، وزوّدهم بتوجيهات تقضي بالاعتداء على مواكب السوريين القادمة من الشمال في حال كانت السيارات تحمل الاعلام السوريّة او ترفع صور بشار الاسد او يهتف ركابها لهذا الاخير.
وطلب جعجع استخدام العصي والحجارة واللكمات، وعدم اللجوء الى استخدام الالات الحادة والسلاح، الا في حال استخدام مثل هذه الاساليب من قبل السوريين المتوجهين الى سفارتهم. وترافق ذلك مع بيانات شديدة اللهجة صادرة عن حزب القوات ونوابها، وهي ركزت على موضوعين: فقدان صفة النازح عن السوريين لمشاركتهم في الانتخابات. والقاء التهم الكاذبة على التيار الوطني الحر بالسكوت عن هؤلاء والتراخي في هذا الموضوع، ناسجا سيناريو التواطؤ معهم، حتى ان امين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم وصف القوى المسيحية المعارضة للعنف الذي قاده حزبه بالذميّين.
وفي اي حال كان يتعين على المواكب المارّة في بعض المناطق ان تتفادى ما تعتبره شرائح من اهلها استفزازا بسبب تاريخ العلاقة المتوترة مع النظام السوري منذ العام ١٩٧٨ الى ٢٠٠٥ وتخللها من صفحات سوداء، لكن ما فعله جعجع، ولولا التصرف الحكيم للجيش اللبناني كاد ان يضع البلاد في مطبّات لا حصر لتداعياتها، بسبب الاستهتار بالأمن على الرغم من مصائب اللبنانيين وبسبب طلباته الملحّة والدائمة منذ بدايات الأزمة السوريّة بترك الحدود مفتوحة لجميع النازحين من دون أي وجه حقّ.
لكن جعجع بدا مزهوا بما حصل لانه قدم “بروفا” بأنّه قادر على النزول الى الشارع وان بنيته العسكرية-الامنية موجودة وفاعلة، وعلى التصدي لمناوئيه في الساحة المسيحية، وفي مقدمهم التيار الوطني الحرّ، وفي الساحة اللبنانية من خلال استحضاره النعرات المذهبية. كما بعث برسالة الى واشنطن والدول العربية الدائرة في الفلك الاميركي، بانه الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه في الملفات “النظيفة وغير النظيفة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.