نازحون سوريون يعبرون النهر إلى لبنان هربًا من العنف الطائفي

فر مئات السوريين، بينهم نساء وأطفال، عبر نهر الكبير إلى لبنان، هربًا من أعمال العنف الطائفي التي تشهدها منطقة الساحل السوري، والتي تستهدف بشكل رئيسي الأقلية العلوية. وقال نازحون إنهم شهدوا عمليات قتل مروعة، حيث ذكرت امرأة أنها رأت جثث سبعة أشخاص قُتلوا في قريتها، بينما قضت أخرى ثلاثة أيام محاصرة في منزلها وسط إطلاق نار كثيف.
بدأت أعمال العنف في المنطقة يوم الخميس الماضي، عندما زعمت الحكومة السورية أن قواتها تعرضت لهجوم من قبل فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية. ومنذ ذلك الحين، تدفقت قوات الأمن إلى المنطقة لإخماد التمرد، بينما أطلقت المساجد دعوات إلى الجهاد. وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل أكثر من 1200 مدني، معظمهم من العلويين.
وصل أكثر من 350 عائلة سورية إلى لبنان عبر النهر في الأيام القليلة الماضية، وفقًا للسلطات اللبنانية. وقال نازحون إن مسلحين هددوا بقتل سكان قرى بأكملها بسبب انتمائهم الطائفي. وأعرب آخرون عن حاجتهم إلى حماية دولية، قائلين: “بدنا حماية دولية من إسرائيل، من روسيا، من فرنسا. أي جهة تحضننا وتحمينا”.
لبنان، الذي يستضيف بالفعل أكثر من مليون نازح سوري منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، شهد تدفقًا جديدًا للنازحين الذين يعبرون النهر بمساعدة لبنانيين من القرى المجاورة. وقالت امرأة فرّت مع طفليها من مدينة طرطوس: “نحنا ضلّينا ببيوتنا ما طلعنا، ولا وقفنا على الشبابيك وسكرنا البرادي. في خوف”.
وتعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بمعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم، بما في ذلك حلفاؤه إذا لزم الأمر. ومع استمرار تدفق النازحين، تبقى الأوضاع في المنطقة متوترة، بينما يبحث السوريون عن ملاذ آمن بعيدًا عن العنف الطائفي.