روسيا وأميركا تتفقان على ضمان سلامة الملاحة وتعزيز الأمن الغذائي في البحر الأسود

اتفق فريقا خبراء من روسيا والولايات المتحدة، بناءً على توجيهات الرئيسين الروسي والأميركي، على خطوات مشتركة لضمان تنفيذ “مبادرة البحر الأسود”، التي تهدف إلى تعزيز سلامة الملاحة البحرية ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية. وتتضمن الاتفاقية إجراءات رقابية بالتفتيش البحري للسفن، بالإضافة إلى التزام الولايات المتحدة بتسهيل استعادة وصول الصادرات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وتتعهد واشنطن بتخفيض تكلفة تأمين الشحن الزراعي، وتحسين الوصول إلى الموانئ وأنظمة الدفع الدولية المرتبطة بهذه العمليات. غير أن هذه الالتزامات مرتبطة برفع عدد من العقوبات المفروضة على المؤسسات المالية الروسية، بما فيها “روسيلخوزبانك”، وإعادة دمجها مع نظام “سويفت”، وكذلك رفع القيود عن شركات التأمين والنقل البحري المشاركة في تجارة الأغذية والأسمدة. كما تتضمن الخطوات الإلغاء التدريجي للقيود المفروضة على توريد المعدات الزراعية والسلع الأخرى إلى روسيا.
وفي إطار موازٍ، اتفقت موسكو وواشنطن على وضع آليات لحظر الضربات ضد منشآت الطاقة الروسية والأوكرانية لمدة 30 يومًا تبدأ من 18 آذار 2025، مع إمكانية تمديد الاتفاق أو الانسحاب منه إذا لم يلتزم أي طرف بشروطه. كما أبدى الجانبان ترحيبهما بجهود الدول الثالثة لدعم تنفيذ هذه الاتفاقات المتعلقة بالملاحة البحرية والطاقة.
وتأتي هذه الاتفاقية بعد أشهر من التوترات المتزايدة في منطقة البحر الأسود، حيث تأثرت سلاسل الإمداد العالمية بشكل كبير بسبب الحرب الأوكرانية. وتمثل هذه الخطوة الأولى المشتركة بين القوى العظمى منذ بدء النزاع، بهدف تخفيف الأزمة الغذائية العالمية وضمان استقرار الأسواق. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو التنفيذ الفعلي لهذه البنود، خاصة في ظل التعقيدات الجيوسياسية والقيود الاقتصادية التي لا تزال قائمة.