موفد قطري مرّ على جديد في الرئاسة… والبحث عن خيار آخر بدأ؟!

عاش لبنان منذ تسعينيات القرن الماضي، إذا لم نقل قبل ذلك في سبعينيات القرن الماضي، أزمة نظام تفجّرت وظهرت في أكثر من محطّة، وعند كلّ إستحقاق، فكيف إذا كان يتعلّق الأمر برئاسة الجمهورية.

في اتفاق الطائف، أعطيت صلاحيات رئيس الجمهورية للحكومة مجتمعة، ومذ ذاك الوقت ولبنان يعيش على “صفيح ساخن” من الأزمات التي لا تزال مستمرّة حتى اليوم، والبلاد لا تزال منذ تشرين الاول 2022، تاريخ إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، دون رئيس ويبدون أنه أصبح عرفًا بعد خروج الجيش السوري من لبنان.

أعادت عملية “7 أكتوبر” والحرب على غزّة والإعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان، وكلّ ما يحصل في المنطقة من سوريا إلى العراق واليمن نتيجة تلك الحرب، تحريك عجلة الملفّ الرئاسي في لبنان، الذي كانت انخفضت أسهمه قبل ذلك الحين. البعض يعوّل على تسوية ما بين الأميركيين والإيرانيين تنعكس على المنطقة وتأتي برئيس للجمهورية في لبنان… نعم يُمكن أن يكون ذلك صحيحاً ولكن حتى اللحظة لا شيء واضح أو أكيد.

على الساحة هناك عدّة أسماء مرّشحة، العماد جوزاف عون قائد الجيش الذي وبنظر البعض إرتفعت أسهمه بعد التمديد له، وكلّ من يعرف بالملف اللبناني وطريقة تعاطي الخارج مع لبنان، يؤكّد أن “المسارين منفصلان، فالتمديد لا يعني أن “طبخة البحص الرئاسية” إنتهت، وأن المرحلة التالية ستكون رئاسة الجمهورية متّجهة الى عون”، ويذهب العالمون بالملف إلى أبعد من ذلك، ليشيروا إلى أنه “لا يجب نسيان أو تغاضي الحرب في غزّة، والتي خفّضت حظوظ قائد الجيش على رُغم التمديد له”. في مقابل ذلك، أعادت الحرب خلط الأوراق من جديد وحركت مياهها الراكدة مع طرح إسم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية بدفع أكبر.

في الوقت الراهن، تتجه الأنظار إلى الحراك الذي تقوم به اللجنة الخماسية في قطر، والذي يقوم موفدها بحركة لافتة في لبنان مؤخراً في الملف الرئاسي. وتشير مصادر مواكبة لعمل اللجنة، عبر “النشرة”، إلى أن “موفدا قطريّا حضر إلى لبنان لجس نبض عدّة شخصيات مارونية لبنانية، منهم احد نوّاب كسروان مقرّب من الثنائي الشيعي والوزير السابق ناجي البستاني، كما إجتمع مع عدّة شخصيات أخرى، وعدد من القيادات الحزبية، ما يعني أن ملف الرئاسة أُعيد وضعه على نار حامية بالتزامن مع الحرب الدائرة في غزّة”.

مصادر أخرى مطّلعة أكدت، لـ”النشرة”، أن “التسوية التي يُمكن أن ينتجها التفاوض ستكون إما صُغرى، تأتي أعقاب إنتهاء الحرب في غزّة، وبالتالي سيتمّ المجيء برئيس للجمهورية قبل الإنتخابات الأميركية لتمرير وادارة أزمة، ما يعيدنا إلى العام 2007، وكمّ الأحداث التي جرت وقتذاك من حرب مخيم نهر البارد وصولاً إلى اتفاق الدوحة، والتي انتجت ميشال سليمان رئيساً لتمرير أزمة تشبه ما نمرّ به اليوم”.

أما التسوية الكبرى. بحسب المصادر، ستأتي مع إنتهاء حرب غزّة، ولكن ستكون من ضمن عمليّة كاملة شاملة للمنطقة. وتشرح المصادر أن “إحتمالات التوصّل الى التسوية الكبرى تختلف تماماً عن التسوية الصغرى وستشمل حتماً ترسيم الحدود البريّة وغيرها”.

إذاً، هناك من يراهن اليوم على فصل مسار رئاسة الجمهورية عن الحرب على غزّة والمفاوضات التي تجري على أثرها… فهل يُنتخب الرئيس في لبنان؟ تحدّث الأميركيون عن اليوم الذي يلي الحرب على غزّة… والسؤال هنا: ماذا سيحصل في حينها؟. فهل يكون الرئيس المقبل من ضمن تسوية صغرى أو كبرى للمنطقة برمّتها؟. الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن كلّ هذه التساؤلات، ولكن كما علّمتنا التجربة ليس المهمّ أن تدور العجلة بل إلى أين تصل! ويبدو أن عجلة القطار الرئاسي حامية على إثر الاحداث، ولكن وصولها إلى “شاطئ الامان” لا تزال بعيدة نوعاً ما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.