مهرجان الرطب المحلي في قطر.. من الصحراء إلى موائد الزوار

في قلب سوق واقف التراثي بالعاصمة القطرية الدوحة، ووسط حرارة الصيف الشديدة، يجد الزوار ملاذا باردا داخل الساحة المغطاة التي تحتضن الدورة العاشرة من مهرجان الرطب المحلي، حيث تصطف أصناف الرطب الطازجة على طاولات العرض، شاهدة على الطفرة التي حققتها الزراعة القطرية في السنوات الأخيرة.
ويشهد المهرجان هذا العام مشاركة 116 مزرعة محلية، في قفزة نوعية مقارنة بالدورة الأولى عام 2016، والتي ضمّت 19 مزرعة فقط، بحسب مساعد مدير إدارة الشؤون الزراعية في وزارة البلدية عادل زين الكلدي اليافعي.
وقال اليافعي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “المهرجان أصبح تقليدا سنويا ينتظره المواطنون والمقيمون بشغف.. في شهر يونيو يبدأ الناس بالسؤال: متى سيقام مهرجان الرطب؟”.
وتجاوزت مبيعات العام الماضي، وفقا لليافعي، 240 طنا من الرطب، وهو ما يعادل نحو عشرة أضعاف الكميات التي بيعت في النسخة الأولى من المهرجان.
ويعكس هذا النمو التحول الكبير الذي شهدته الزراعة في قطر، لا سيما في إنتاج التمور، رغم التحديات المناخية والجغرافية التي تواجهها الدولة.
وتقع قطر في منطقة صحراوية استوائية تعاني من ندرة الأراضي الصالحة للزراعة، وارتفاع درجات الحرارة، إلا أن جهود الدولة في دعم المزارعين أثمرت عن نتائج لافتة.
ووفق بيانات وزارة البلدية، فإن الإنتاج المحلي يغطي الآن أكثر من 75% من احتياجات السوق القطرية من التمور.
وأشار اليافعي إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل الدعم الحكومي المستمر، حيث توفر الوزارة مستلزمات الزراعة من أسمدة ومبيدات، إضافة إلى خدمات لوجستية، كما تخصص قنوات تسويقية حصرية مثل مهرجان الرطب الذي يتيح للمزارعين بيع منتجاتهم مباشرة دون منافسة من التمور المستوردة.
ويعد هذا المهرجان منفذا تسويقيا مباشرا لأصحاب المزارع لعرض وبيع منتجاتهم المحلية.
ويقام المهرجان هذا العام في الفترة من 24 يوليو وحتى 7 أغسطس، وسط إقبال لافت من الزوار من مختلف الجنسيات.
وأثنى الزوار على تنوع وجودة المعروضات، وقالت عائلة هندية مشاركة في المعرض “تذوقنا واشترينا جميع الأنواع المعروضة، وأعجبنا كل شيء، وننصح الجميع في قطر بزيارة المهرجان”.
من جهته، قال الزائر أحمد المصري “أنا وعائلتي ننتظر هذا المهرجان كل عام، نشتري منه لنا ولأقاربنا في الخارج. نفضل التمر القطري المحلي لأنه دائما طازج”.
ويأتي تنظيم المهرجان في إطار استراتيجية الأمن الغذائي الوطني 2030، التي تهدف إلى تعزيز الزراعة المستدامة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ودعم الاكتفاء الذاتي الغذائي في قطر.
ولا تقتصر أهمية الرطب على كونه فاكهة صيفية، بل يحمل رمزية ثقافية ودينية عميقة لدى المسلمين، خاصة في شهر رمضان، حيث يعد أحد العناصر الأساسية في وجبة الإفطار، لما يحتويه من عناصر غذائية مهمة مثل الألياف، والبوتاسيوم، ومضادات الأكسدة.
ويظل مهرجان الرطب مناسبة سنوية تجمع بين المزارعين والمستهلكين في مشهد من الفخر الوطني والنجاح الزراعي، ورسالة على قدرة قطر على تحويل تحديات الطبيعة إلى إنجازات واقعية.
شينخوا






